• صاحب المنشور: يسري بن تاشفين
  
  ملخص النقاش:
  يمثل نقاش مجتمع "يسري بن تاشفين" حول علاقة التغير المناخي بالاستهلاك المفرط رؤية متعمقة ومتكاملة للقضايا البيئية المعاصرة. يؤكد المُشاركون -من خلال إسهاماتهم المختلفة- على أنّ التحول نحو نمط حياة أكثر استدامة أمرٌ ملح للحفاظ على البيئة وصحة الكوكب.

يركز معظم المشاركين، بداية بسيدرا بن فارس وشرف بن شماس ورندة بن توبة وصولاً إلى ضحى الطرابلسي وفلة الشاوي، على الصلة الوثيقة بين ارتفاع معدلات الاستهلاك وانبعاثات الكربون. فهم يُشيرون بصراحةٍ إلى الحاجة الملحة للتغيير الجذري في الأساليب الاستهلاكية الخاصة بالأفراد والجماعات والعاملين في المجالات التجارية والصناعية alike. ويتعين عليهم تبني ممارسات مُجدِّدة تعطي الأولوية للاستدامة وسط مقايضة المصالح الاقتصادية التقليدية.

ويرتب هؤلاء الأشخاص المخاطر المحتملة المرتبطة بهذا الوضع الخطير ضمن ثلاثة عوامل رئيسية وهي:

1. الإجراء الفردي: حيث يدعو البعض مثل فلة الشاوي إلى اتخاذ نهج فردي معتدل يسمح للشرائح الاجتماعية بإحداث تأثيرات مباشرة وبناء زخم شعبي داعم لهذه الحركة.

1. القرارات السياسية المحلية والدولية: كما ذكرت رندة بن توبة، تُعتبر الرؤية الحكومية ضرورية لاتخاذ قرارات موجهة نحو الحد من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري ومنع تفاقمه وفق منظور طويل المدى. هنا يأتي دور الحكومة كمُنظِم للأولويات الوطنية والإقليمية وباعتبارها جهة مؤثرة قادرة على وضع بروتوكولات قانونية تنظيمية تضمن عدم تهجير أي قطاع اقتصادي خاص عن مساره الحالي قبل امتزاجه بعقلانية تدريجيا بمفهوم مغاير جديد.

1. الدور المؤسسي للأعمال التجارية: وفي نفس الوقت تؤكد مشاركات أخرى كالمداخلة الأولى لشرف بن شماس وأبرز مداخلة لاحقا لضحى الطرابلسي على أهمية إعادة الهيكلة الداخلية لمنظومة الأعمال المبنية حاليا والتي تتسبب بكثير من الأنواع المؤثرة للانبعاثات الضارة بسبب عمليات الانتاج واسعة النطاق وما يرتبط بها من تكلفة الطاقة وغيرها من الآثار المترتبة عليها سلبيا . وهكذا يتم التشديد أيضا على ضرورة قيام مختلف أنواع المنظمات الرسمية وغير الرسمية بتوجيه مواردها المالية والنقد العام للسعي لحشد المزيد من المغامرات الخضراء وإنشاء منظومات قابلة للتحسين باستمرار تستهدف خدمة الإنسانية بخدمتها لمبادئ العدالة والكفاية والمسؤولية التاريخية تجاه كوكب الأرض مهدنا الأمومي الوحيد والمعقل الوحيد لبقاء البشرية والسلالات الأخرى الحيوية الأخرى معه.

وفي نهاية الأمر يبدو واضحًا جدًا كيف اقتربت مجموعة دوائر الناقشين مجتمعين باتجاه فهم مشترك لصنف واحد مترابط فيما بين عناصر مختلفة تمثلها تلك المقاطع الأربع الرئيسية آنفة الذكر ، وذلك بغرض تحديد أفضل الوسائل اللازمة لتطبيق الحلول العملية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الرسائل المباشرة لكل فرد يبحث عنه طريق مختلف لتحقيق الانصهار الطبيعي حسب طبيعتنا الفطرية المرنة المطابقة لأمانة خلق الله سبحانه وتعالى لنا وللهذا المكان القديم عهدة حفظ عليه.