يمثل العرب مجموعة عرقية ولغوية مترامية الأطراف تغطي مساحات شاسعة عبر قارات مختلفة. وفقاً لأحدث التقارير الإحصائية، يقدر عددهم بحوالي 280 مليون شخص. هذه العدد الضخم يشكل جزءا كبيرا من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن انتشارهم الجغرافي لا يتوقف هنا.
تعد مصر الدولة الأكثر كثافة سكانية بين الدول العربية، حيث تقدر نسبة العرب فيها بنحو %94 من مجمل سكانها البالغين حوالي 102 مليون نسمة. تأتي بعد ذلك المملكة العربية السعودية التي تضم ما يقارب الـ 7 ملايين عربي منهم نحو نصف سكان البلاد تقريباً. كما تحتل كل من الجزائر وتونس والسودان مراكز مهمّة أيضاً ضمن قائمة أكثر البلدان تواجدًا لعناصر اللغة والثقافة العربية.
ومع ذلك، فإن التأثير الثقافي والجغرافي للانتماء العربي ليس مقتصراً فقط على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا؛ فالعرب موجودون وبشكل ملحوظ أيضًا في دول أخرى حول العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية والأردن وفلسطين والعراق وسوريا وليبيا وموريتانيا وغيرها الكثير. يُظهر هذا الانتشار الواسع تنوع المجتمعات العربية واتساع حدود ثقافتها وحضورها العالمي الفريد.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت العديد من المجتمعات العربية تحولات ديمغرافية كبيرة نتيجة لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية متنوعة، مما أدى إلى تغيرات محتملة في التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق خلال العقود المقبلة. ومع استمرار تزايد التعرف الدولي على القضايا المتعلقة بالتنوع والإثنية، ستكون دراسة الوضع الحالي لموقع العرب عالمياً أمرًا حيويًا لفهم ديناميكيات الهجرة والتفاعلات الاجتماعية المعقدة داخل وخارج المنطقة العربية ذاتها.