تباهى فاتيكان العاصمة باحتضان أكبر كاتدرائية في العالم، وهي كنيسة القديس بطرس الشهيرة والمعروفة باسم "بازيليكا القديس بطرس". هذه الهيئة المهيبة تعدّ رمزاً دينياً رئيسياً للمسيحية الكاثوليكية حول العالم. تقع البازيليكا في الجزء الشمالي الغربي من المدينة المقدسة للفواتيكان، مما يعكس مكانتها الهامة والتاريخ الطويل لهذه المؤسسة الدينية.
تعود جذور كنيسة القديس بطرس إلى القرن الرابع ميلادي عندما أمر الإمبراطور الروماني قسطنطين ببنائها فوق الضريح المُكرَّس للقديس بطرس نفسه - أحد أشهر تلاميذ السيد المسيح والمؤسس التاريخي للكنيسة الكاثوليكية. طوال القرون التالية، شهد المكان تحولات متعددة حتى جاء عصر النهضة وأعيد بناؤه بأسلوب معماري فخم ما زال قائماً حتى اليوم.
وتختلف تسمية "كاتدرائية" لأنها تشير عادة إلى مقر أسقف المحافظة؛ ومع ذلك، فقد منح مصطلح "البازيليка" لكاتدرائية القديس بطرس نظراً لحجمها الكبير ومكانتها العالمية المتميزة ضمن المجتمع الكاثوليكي العالمي. تُمثل واجهة المبنى الرائعة تجمعاً بين عبقريتي الفن والإبداع الإنساني مع بعض الأعمال الأكثر شهرة لفنان النهضة الشهير مايكل أنجلو.
لا شك بأن دلالات Basilica of St. Peter تمتد أبعد بكثير من كونها مجرد نصب معماري رائع؛ فهي تضم قبور الكثير ممن تركوا بصمات واضحة عبر الزمن داخل الكنيسة الكاثوليكية بما فيها بابا الفاتيكان الحالي فرانسيسكو وغيرهم الكثير ممن أمضوا حياتهم خدمتهم لله. إن الموقع الفريد لهذه التحفة الهندسية جنباً إلى جنب مع تراثها الديني الثمين يجعلها وجهة لا يمكن تفويت زيارتها لأي شخص مهتم بتاريخ التشبع الديني والثقافة الأوروبية عموماً.