تضم الجمهورية التركية ثمانٍ وثمانون محافظة رئيسية، مما يعكس تنوعًا جيومورفولوجيًا وفكريًا غنيًا عبر ربوع الدولة الواقعة شرق أوروبا وغرب آسيا. هذه المحافظات تتوزع على نحو يحفظ التنوع الثقافي الغني للشعب التركي ويتيح الفرصة لاستكشاف مناطق فريدة تحمل تاريخًا عريقًا وحاضرًا مزدهرًا.
تركيا التي تُصنف كدولة متقدمة اقتصاديًا واجتماعيًا، تتمتع بتعداد سكاني تجاوز مؤخرًا سبعين مليون ساكن وفق آخر الإحصائيات الرسمية، مع معدل نمو طبيعي يصل إلى حوالي ١٫٢٪ سنويًا. هذا النمو السكاني يأتي نتيجة لمزيج فريد من الهويات العرقية المختلفة؛ إذ يشكل الأتراك الجزء الأكثر عدة بنسبة تقارب الـ٧۲٫۵٪ ، بينما تشكل الجماعات الأصلانية مثل اليونانيين والألبان والأرمن وغيرها ما تبقى من المنظومة الاجتماعية.
إن الحديث حول تركيبة مدن تركيا العملاقة أمر مهم عند البحث عميقاً ضمن نسيج مجتمعاتها الحضرية. فلا يمكن إغفال العاصمة السياسية لأنقرة وما تحتويه من مواهب شابة ونشاط اقتصادي نشأ أساسًا من البنية الحكومية القوية ودعم قطاعي الطيران والدفاع الوطني المستقرين نسبيًّا . إلا أنه عندما نتحدث عن المكان المثالي للإقامة الحديثة - سواء للأسباب التجارية أو الشخصية – فإن أول محطتنا ستكون دائمًا في قلب اسطنبول الشهيرة والتي تعد مركز الحياة المعاصرة بكل المقاييس، ليس فقط لكثافة سكانية قدرتها التقارير بعدد يفوق الأربع عشر مليون فرد وحضور ثقافي عالمي مميز، بل أيضًا نظرًا لقوة اقتصادها واستقطابها للسكان الناقمين بحثًا عن فرصة عمل مغرية أو مستوى أعلى للحياة المدنية المُرفهة. أما بالنسبة لمدينة ازمير الجميلة ذات التاريخ القديم والعلاقات الدولية الوثيقة– خاصة خلال فترات الاستقلال الأولى للدولة- فقد شهدت توافد الكثير ممن سعوا إليها باحثين عن ملذات العمر المدينية برفقة بعض أقليات أثرياء كاليهود والإيطاليين وغيرهما. كل ذلك جعل منها واحدة من أهم ممالك حضارية حاليا بالمفهوم الحديث.
وفي النهاية، تضفي تلك الحقائق الواقعية رؤيتنا الخاصة لتلك الصورة المشهدية المفصلة لعالمنا الطبيعية البشرية الرائعة خلف الحدود الأوروبية الآسيوية المشتركة...العالم الاسطنبولي!