بيت المقدس، المعروفة أيضاً بأسماء أخرى مثل "القدس" و"القدس الشريفة"، هي مدينة غنية بالتاريخ والتراث الإسلامي، المسيحي، واليهودي. تقع هذه المدينة الاستراتيجية في قلب فلسطين، تحديداً فوق مرتفع طبيعي يسمى هضبة القدس. هذا المرتفع جزء من سلسلة جبال تمتد شرقاً وغرباً، مما جعل منها موقعاً حيوياً لتقاطع الطرق التجارية منذ القدم.

الهضبة محاطة بوادين بارزين؛ وادي جهنم من الشرق ووادي هنوم من الجنوب، بينما ينتهي الجزء الغربي بمجرى مائي يعرف بوادي الزبل. المسافات تقيس حوالي 22 كيلومتراً شرقاً نحو البحر الميت و52 كيلومتراً غرباً باتجاه البحر الأبيض المتوسط.

هذه المواصفات الجغرافية منحَتَها مكانة مميزة ليس فقط كممر بري استراتيجي ولكن أيضا باعتبارها مركز روحي وثقافي هام. فالقدس تحتضن أماكن مقدسة لجميع الديانات الرئيسية الثلاثة في العالم - اليهودية والمسيحية والإسلام. هنا يمكننا رؤية آثار تاريخية عظيمة مثل كنيسة القيامة، كنيسة المهد، المسجد الأقصى ومعالم أخرى كثيرة تحمل أهميتها الخاصة لكل دين.

بالإضافة لذلك، تتداخل فيها الثقافات المختلفة وتعكس تنوع سكانها بشكل يعكس الهوية المحلية الفريدة. وقد مر اسم "القدس" بالعديد من التحولات عبر التاريخ، بدءاً من الاسم الآرامي القديم "اورسليم" وانتهاءاً بالإشارة إليها بالإنجليزية الحديثة بـ "Jerusalem". لكن أكثر التعبيرات شهرة لها اليوم ربما تكون "القدس الشريفة"، والتي يستخدمها المسلمون للتأكيد على قدسية المكان بالنسبة لهم.

وفي نهاية المطاف، يبقى موقع وحالة هذه المدينة محل نقاش سياسي وديني عالمي بسبب اعتباراتها الدينية والثقافية الواسعة النطاق.