رحلة عبر عالم ما تحت الأرض: متاهات سرية وتحضر مخفية تحت سطح الكوكب

التعليقات · 0 مشاهدات

بين حينٍ وآخر، ينفتح بابٌ لغزٌ جديد يكشف لنا عمّا يخفيه قلب كوكبنا. الأمر ليس فقط حول ما هو مرئي وعلوياً؛ بل هناك عالَم كاملاً يعج بالأسرار تحت اقدامن

بين حينٍ وآخر، ينفتح بابٌ لغزٌ جديد يكشف لنا عمّا يخفيه قلب كوكبنا. الأمر ليس فقط حول ما هو مرئي وعلوياً؛ بل هناك عالَم كاملاً يعج بالأسرار تحت اقدامنا مباشرةً، وهو العالم الجوفي - عالم ما تحت الأرض.

تتشكل بنية أرضنا الثابتة بثلاث طبقات واضحة ومتميزة: القشرة، والوشاح، والقلب المعدني الداخلي. تبدو القشرة رقيقة نسبيًا عند المقارنة بحجم الغالبية العظمى من الكوكب وهي عبارة عن كتلة صخرية تغطي سطحه مباشرةً. أما الوشاح فهو المرحلة الثانية الأكثر كثافة والذي يغلف القلب ويتألف أساسًا من مواد مذابة مماثلته للحمم البركانية لكن بدرجة حرارة أقل بكثير. أخيرا وليس آخرا، يصل العمق إلى مستوى غير قابل للتفسير تقريبًا داخل مركز الأرض حيث "القلب" ذاته – منطقة مغلفة بمزيج شديد الاختزال بين الفولاذ والنيكل بمقياس درجات حرارية مذهل يقترب كثيرًا من ٥٫٠٠₀°C .

لكن الحديث هنا يدور حول جزء آخر مثير للاهتمام ضمن تلك التركيبة الداخلية الضخمة لدينا - الجزء الأخفى والأكثر غموضا والذي يشغل مساحات شاسعة مظلمة وجوفانية محاطة بجدران صخرية صماء.. إنها مدائن البشر القديمة المدفونة وما زالت قائمة حتى يومنا هذا! لقد توارثتها الشعوب منذ قرون واستخدموها لأسباب مختلفة بدءا بالحماية ضد تهديدات خارجية مرورًا بتوفير موارد اقتصادية ثم التحول لإضفاء الطابع الآثار والسياحية عليها لاحقا... ستتنوع أنواع تلك المتاهة الخفية حسب موقعها ويمكن اعتبار أمثلة ثلاثة نماذج مميزة لها مثال بارز لذلك :

1- Derinkuyu ، إحدى ثلاثين مدينة تحت الأرض الواقعة قرب Cappadocia وسط تركيا الشهيرة بفجاجاتها الطبيعية المثالية لبناء المنازل المغروسة بغزارة داخل الجبال النارية المشكلة لهذه المنطقة الفريدة بعد ثوران بركان هائل مضى عليه أكثر من قرن ونصف. يعد الموقع الأكبر من بين نظرائه الآخرين إذ يصل عرضه حوالي ٨٥ مترَ مربعًا داخله جميع الإمكانيات اللازمة لعيش مجتمع بشري مؤلف من آلاف الأفراد بما يحتويه أيضًا من دور عبادة ومعامل ومعاصر وحظائر حيوانات وطرق تهوية وخطوط صرف مياه وسدود مصنوعة خصيصًا لمقاومة تساقط الأمطار الشديد أثناء مواسم الرطوبة السنوية القصيرة نسبياً فيها.

٢- Wieliczka Salt Mine الواقع جنوب شرق العاصمة Warsaw التاريخية يحكي قصة أخرى تمامًا ولكنه يبقى أحد أشهر مواقع التنقيب القديم المنتشرة بالعالم خاصة عندما نتحدث بشأن استخراج الملح الخام المستخدم في مجال الطب والصناعة بشكل عام بالإضافة لاستخدامه اليوم كنقط جذب رئيسية لجذبالسياح وروّاد المسافرين الراغبين باستكشاف دهاليز النظام الفرعوني المؤدي لنفق ملحي بطول يفوق الثلاث كيلومترات متوسط ارتفاعاته نحو ٢٤ مترًا مرتفع جدًا بالمقارنة بصغر قطر فتحة دخوله الرئيسية والتي تنفرد بإضاءتها الدافئة بسبب وجود مصدر ضوء الشمس الوحيد داخله مربوط بخزان مائي تابع للمزرعة المحلية مجاور له خارجيًا. وبينما تستعرض عيناك ساحات وأروقة كهفه الرائعة المصنوعة بواسطة حرفيين ماهرين للغاية لتحويل ما يبدو كالـ "كهوف سوداء مضيئة ذات لون أبيض فاتح"، فقد تم تصميم مساراته بعناية للسهولة والتيسير وكذلك توفر مساحات مفتوحة واسعة لرفع مستويات راحة المرور عبر ممراته المختلفة عوضًا عن إحداث تكدسات خانقة لحركة الأشخاص والحفاظ كذلك علي قدر كبير جداً من خصوصيتها الخاصة بها.

٣- Dixia Cheng المعروف أيضا باسم "The Underground Great Wall"، مكان مكتنز موجود غربBeijing وقد بني خلال فترة الحرب الفيتنامية الأمريكية بهدف استخدام هدفه الاسمي كمدينة حضرية فعالة وخداع للغزو محتمل باستخدام تكنولوجيا العصر آنذاك سواء أكانت قديمة ام حديثة المتوفرة وقت التصميم وممارسة الحياة العامة بكل جوانبه بداية بالأطفال التعليم والثقافه وانتهاء بالنظام الاجتماعي العام إلزام بالحياة الطبيعية المستمرة لأجل تعزيز قوة الدولة النفسية والشعورية تجاه التأثيرات الجانبية الأخرى المحتملة للأزمات كما تجسد واقعيتها العملية طريق الوصول إلي الأخيرة أشبه بتلك المطابقة لسلسلات أبواب متصلة تؤدى الي وجهتها النهائية رغم تخطيطها الهندسي المبهر للجدار نفسه إلا ان عدم تواجد مصادر الطاقة الكهربائية جعل منها مشاريع نصف منظمه ولم تتممام فعاليتها الاستعمارية أبداً بينما مازال البعض ينظر اليه مجرد إضافة جمالية فريده نوعها بأنظمة الدفاعات الوطنية المرتبطة بهيئة

التعليقات