تُعد الدار البيضاء، والمعروفة أيضًا باسم "Casablanca"، ثاني أكبر مدن المملكة المغربية بعد العاصمة الرباط. هذه المدينة النابضة بالحياة هي مرآة تعكس العاصفة الثقافية التي تتجلى فيها عناصر الماضي الجذور مع الابتكار الحديث. تحتضن الدار البيضاء تاريخاً غنياً يعود إلى القرون الوسطى، ولكنها اليوم مركز مالي وثقافي هام ومقر للعديد من الشركات الدولية والشخصيات الفنية العالمية.
تاريخياً، كانت الدار البيضاء محطة تجارية رئيسية بين أوروبا والقارة الأفريقية منذ القرن الخامس عشر. وقد ازدهرت خلال فترة الاستعمار الفرنسي عندما أصبحت المركز التجاري الرئيسي للمغرب. ومنذ الاستقلال عام 1956، تحولت المدينة بسرعة إلى عاصمة اقتصادية حديثة وتتميز بصناعة تشغيلية نابضة بالحياة وسوق عقارات مزدهر وشوارع مكتظة بالحيوية والحركة المستمرة.
أحد أهم المعالم التاريخية في الدار البيضاء هو مسجد الحسن الثاني الكبير الذي يعتبر واحدًا من أكبر المساجد في العالم. يتمتع هذا المسجد بموقع ساحر بجوار البحر الأبيض المتوسط ويضم قبة ضخمة ونوافير جميلة بالإضافة إلى مصحف مصنوع خصيصاً من الذهب الخالص. كما أنها موطن لـ "كورنيش النخيل"، وهو منطقة شهيرة للسكان المحليين والسياح الذين يستمتعون بإطلالة خلابة علي البحر والمراكب التجارية أثناء المشي أو ركوب الدراجة الهوائية.
بالإضافة لذلك، تعد الدار البيضاء مركزاً ثقافياً وفنياً بارزاً. فهي تحتضن العديد من المتاحف مثل متحف الفنون الجميلة ومتحف دار الفنون التقليدية والذي يعرض مجموعة واسعة من القطع الفنية والثقافة المغربية الأصلية. كذلك تضم المدينة العديد من دور السينما والمسارح حيث تقام عروض مسرحية وهندسة درامية متنوعة طوال العام.
في المجمل، تقدم الدار البيضاء مزيج فريد بين الروعة التاريخية والعصرية الحديثة مما جعل منها وجهة جذابة لكل زائر يسعى لاستكشاف تراث مغربي أصيل وسط أجواء عالمية متحررة وحديثة.