تعتبر الأقصر، الواقعة تحديداً جنوب غرب العاصمة المصرية القاهرة بحوالي 670 كيلومتراً، واحدة من أبرز مدن مصر وأكثرها تاريخاً وحضارة. تشتهر بأنها موطن للعديد من الآثار والمعابد القديمة المرتبطة بالحضارة الفرعونية. اسم "الأقصر" نفسه مشتق من اللغة العربية ويعني "الثانية"، نسبةً لأختها المدينة الطيبة المنوفية والتي تُعرف الآن باسم طيبة العليا. ومع ذلك، فقد كانت معروفة أيضًا باسم "أوبت"، وهي كلمة تعني بالعربية "مدينة الشمس".
تغطي الأقصر مساحة تقدر بنحو ٢٨٠٠ كيلومتر مربع وتمثل اليوم أحد محافظات مصر البالغ عددهم ٢٧ محافظة. وفقاً لتقديرات عام ٢٠١٨، بلغ تعداد سكانها حوالي ١٫٢٥ مليون نسمة مما جعلها واحدة من أكبر مراكز العمران في البلاد. تتميز موقعياً بموقع استراتيجي إذ تحيط بها بحرية البحر الأحمر شمالاً وبحر البلطيق عبر قناة السويس شرقاً وليبيا غربيََّا والسودان جنوباً.
تاريخ الأقصر غني ومتجذر بعمق في القدم، حيث يرجع عمر بعض المواقع التاريخية الموجودة داخل حدودها لما يقارب السبعة آلاف سنة مضت! وهذا ما يفسر سبب تسميتها أيضاً بـ "مدينة المائة بوابة" نظراً لإتساع المشاهد والأفق أمام الزائرين الذين يمكنهم التنقل بين العديد من الأعمدة والحوائط والمبانِ الأخرى المبنية بشكل متراص كأنها أبواب مفتوحة للحضارة الإنسانية الأولى. كما أنها تحتضن مطار دولي وميناء بحري يؤمهما الكثير من السياح المهتمِّين بتاريخ المنطقة وثقافتها العريقة.
ومن أهم ما تقدمه الأقصر للملايين من محبي اكتشاف الماضي القديم واحياء ذكريات أسلاف البشرية هو وجود اثنين من أهم مواقع التراث العالمي حسب اليونسكو وهما مجمع معابد الكرنك ومعبد الأقصر الضخم والذي بني أساساً لعبادة الرب «آمون» واستخدم لاحقًا كإسكان للفراعنة وملوك المملكة الجديدة وما بعدها حتى الفترة الرومانية. بالإضافة لهذين الجذب الرئيسي فإن الأقصر تحتفظ أيضًا بمجموعة كبيرة أخرى مثل المقبرة الشهيرة لرجل الدولة رمسيس الثالث وكذلك مقابر آخرين بارزين كالملك توت عنخ آمون وسيتي الاول وعدد غير محدود نسبياً بالمقارنة بالمواقع الاخرى وخاصة عند مقارنتها بدولة صغيرة مثلاً ولا يوجد فيها بهذا القدر والكثافة من المعالم العميقة التأثير عالمياً، بما يشمل أيضا ملخص اسفل الشارع الرئيس والذي يعرف بكورنيش جديد وصالة الفن والفنانين المستوحاة منه لفكرة عرض لوحات الفنانين المحليين بطابع عصري حديث ولكن ذات روح قديمة أصيلة تتفاعل برفاه الحياة الحديثة وسط الطبيعة الخلابة والتاريخ الثاقب للأثر بكل جنبات الطريق الرابط بين مداخلها الرائعة وعشرات الأبواب المفتوحة دائماً لكل من يريد رؤية أحلى جمال فى أرض حافلة بروعتها منذ أزمانٍ بعيده .
