- صاحب المنشور: جمانة الأنصاري
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً هائلاً بفضل الذكاء الاصطناعي. هذا التطور التكنولوجي ليس مجرد تغيير ثقافي أو رقمي؛ بل له تأثير عميق وملحوظ على سوق العمل والاقتصاد العالمي. يهدف هذا المقال إلى استكشاف التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي على الوظائف الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى الفرص الجديدة التي قد ينشأ عنها.
**الآثار الإيجابية**
- زيادة الكفاءة والإنتاجية: يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بمهام روتينية ومكررة بكفاءة أكبر وأسرع من البشر. وهذا يسمح للعاملين بالتركيز على أعمال أكثر تعقيدًا وتطلبًا للفكر الإنساني مثل الابتكار والتخطيط الاستراتيجي.
- تحسين جودة الخدمات: يستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة كميات كبيرة من البيانات بشكل فوري ودقيق مما يؤدي إلى تقديم خدمات أفضل للمستهلكين في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل وغيرها.
- إطلاق فرص عمل جديدة: بينما يتوقع البعض انخفاض عدد الوظائف بسبب الروبوتات والأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، هناك جانب آخر لهذه القصة وهو خلق وظائف جديدة تماما لم تكن موجودة قبل ظهور الذكاء الاصطناعي. هذه تشمل تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي وصيانة الأنظمة المتقدمة والحفاظ عليها وتحليل البيانات الضخمة واستخراج المعلومات منها واستخدام تقنيات التعلم الآلي.
- تكلفة أقل: استخدام الروبوتات والأنظمة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم بعض المنتجات والخدمات سيؤدي الى توفير كبير في تكاليف التشغيل للشركات وبالتالي خفض سعر تلك المنتجات والخدمات للمستخدم النهائي.
**الآثار السلبية المحتملة**
- انخفاض الطلب على العمالة البشرية: قد يحل الذكاء الاصطناعي محل العديد من الوظائف القديمة خاصة تلك المرتبطة بالمهام البسيطة والقابلية للتدريب الجيد مثل خدمة الزبائن في المطاعم، البيروقراطيين، العمال الفنيين الخفيفين... الخ .
- تقسيم الطبقات الاجتماعية: ستكون هناك حاجة متزايدة للأفراد ذوي المهارات العالية للحفاظ على المنافسة والاستمرار في سوق العمل الجديد الذي يدعمه الذكاء الاصطناعي مما يخلق فجوة بين "الأغنياء والفقراء". الأفراد غير القادرين على مواكبة التقنية الحديثة ربما سيواجهون تحديًا كبيراً للحصول على فرص عمل مناسبة لهم مستقبلا.
- مخاطر الأمن السيبراني: كلما زاد اعتماد المؤسسات والشركات حول العالم على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار واتخاذ إجراءات مهمة أخرى دون تدخل بشري، ازدادت احتمالات تعرض بياناتهم الشخصية لأخطار خارجية نتيجة اختراقات الإنترنت وهجمات الهاكرز الإلكترونيّة.
وفي نهاية الأمر فإن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على اقتصاديات الدول أمر محسوس وقد يكون رادعاً لبعض العمال ولكن أيضاً محفزاً ومحفوفًا بالإمكانيات الواعدة بالنسبة لآخرين طالما توفر التدريب اللازم والمهارات العملية والعصرية لمتابعتها وإدارة مسيرتهم المهنية وسط عالم يزداد تقدم باستمرار نحو المستقبل الرقمي!