تعد جمهورية مدغشقر، الواقعة قبالة سواحل شرق أفريقيا، واحدة من أغنى الدول تنوعاً بيولوجياً في العالم، وتضم مجموعة متنوعة ومتفردة من النباتات والحيوانات والنظم البيئية الفريدة. ولكن ما هي العاصمة التي تعكس هذا التنوع الجميل؟ الجواب هو أنتسيرابه، المدينة النابضة بالحياة والمعروفة بسحرها الأفريقي الغامض.
أنتسيرابه، منذ عام 1975، أصبحت المركز السياسي والثقافي لمدغشقر بعد نقل العاصمة الإدارية من تاناناريفيه إلى هذه المدينة الناشئة والمزدهرة. تتميز بأنسيرابه بموقع استراتيجي يجعلها بوابة رئيسية للتجارة والتبادل الثقافي مع دول القارة الأخرى ومنطقة المحيط الهندي. تغطي مساحة تقدر بحوالي 24 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة حسب آخر إحصائية رسمية.
تعكس الهندسة المعمارية الحديثة للمنطقة وسط الأنسيرابي الحداثة والعصرية التي تسعى إليها الحكومة المدغشقريه لنقل البلاد نحو مستقبل أفضل. بالإضافة لذلك فإن المنطقة القديمة للأنسيرابي تحمل بين أحضانها تاريخ غني وروح شعب ممتاز يعرف بكرم الضيافة وحسن الاستقبال للسائحين بغض النظر عن خلفياتهم العرقية المختلفة. هنا يمكن للمسافر التجول عبر أسواقها التقليدية ومشاهدة الفنانين المحليين وهم يعملون على أعمال يدوية فريدة أصيلة تمثل تراث وثقافة الجزيرة الرائعة والتي تعتبر جزءا أساسيا مما جعل مدغشقر وجهة سياحية شهيرة عالميًا .
ومن المعالم البارزة التي تستحق الزيارة في أنتسيرابه متحف التاريخ الطبيعي الذي يحتوي على مجموعة ضخمة من العينات الأحفورية والمصنوعات اليدوية المرتبطة بالتاريخ القديم لمملكة ميرينا الملكية السابق لها قبل استقلالها عام ١٩٦٠ وكذلك جامعة مدغشقر الوطنية الشهيرة بإنتاج نخبة الأطباء والقانونيين فضلاً عن الجامعات الخاصة المتخصصة بالعلوم الدينية والفلسفية وغيرها الكثير!
فعند زيارتك لأنتسيرابه فأنت أمام فرصة عظيمة لاستكشاف ثقافة ساحرة وغنية بالموروث الإنساني الاصيل والاستمتاع بتجارب حياة مليئة بالإبداعات والإنجازات العلمانية والدينية فى الوقت نفسه .. إنها بالفعل تجربة ستترك بصمة خالدة لدى كل رواد هذه الدولة المثيرة للإعجاب حقاً!