موقع قصر طوبقابي التاريخي في قلب إسطنبول

يقع قصر طوبقابي المذهل، والذي يعدّ واحداً من أهم معالم مدينة إسطنبول السياحية والدينية، في منطقة السلطان أحمد الشهيرة في الجانب الأسيوي من المدينة. يت

يقع قصر طوبقابي المذهل، والذي يعدّ واحداً من أهم معالم مدينة إسطنبول السياحية والدينية، في منطقة السلطان أحمد الشهيرة في الجانب الأسيوي من المدينة. يتميز هذا القصر الكبير بأنه عاش شاهداً على سيادة الدولة العثمانية لمدة تقترب من أربعة قرون، بدءاً من عام ١٤٦٥ حتى ١٨٥٦ م.

تم تشييده بناءً على أمر من السلطان محمد الثاني "الفاتح" في العام ١٤٧٨ م ليصبح مقر إقامة حاكم الإمبراطورية العثمانية ومعقل الحكم السياسي والإداري لها مدة ثلاثمائة وثماني سنوات قادمة. وبمجرد دخوله الخدمة، أصبح موطنا لنحو أربعة آلاف فرد بين أفراد عائلة الحاكم وكبار المسؤولين والقائمين على خدمتهم وسائر العاملين بالقصر.

تبلغ المساحة الكلية للقصر حوالي سبعمئة ألف متر مربع، بما فيها هيكل المبنى الرئيسي المؤلف من ثمانين ألف متر مربع فقط. وبعد انتقال مقر السلطة الحكومية بعد فترة طويلة إلى قصره الحديث والمعروف باسم دلماباغجه Dolmabahçe Palace عام ١٨٥٣ م، احتفظ قصر طوبقابي بمعظم وظائفه الرسمية الهامة لما له من خصوصية رمزية.

في كل عام، يستقبل الحاكم الجديد المنتخب حديثاً خلال أول اجتماع رسمي له مجلس وزرائه ودوائر حكمه المختلفة هنا بغرض التعريف الرسمي ببدء عصر رئاسته الجديدة للدولة. بالإضافة لذلك، استمر استخدام جزء منه كمقر إقامته الشخصي للعائلة المالكة أثناء أشهر الصيف حيث اعتادت آنذاك جلوس المجتمع الراقي بتجمعاته المختارة حول نهر البوسفور للاستجمام والاسترخاء وسط أحضان الطبيعة الخلاّبة هناك. أما خلال فصل الشتاء فتنتقل عمليات التدبير الداخلي إلى مناطق أخرى أكثر دفء ضمن حدود العاصمة الأم.

على الرغم مما سبق ذكره سابقاً، فإن افتتاح أبوابه لاستقبال الجمهور الشعبي بشكل مفتوح ومتواصل حدث حدث مؤخراً نسبياً تحت إدارة رئيس الوزراء السابق مصطفى كمال أتاتورك بتاريخ الثالث من إبريل لعام MCMXXIV الموافق للسنة الأربع والعشرين بعد ألفي ميلادية. ومازال منذ حينها محل نشاط متحفي دائم تتضمن فعالياته المتنوعة عرضه الدائم لحوالي عشرة آلاف قطعة فريدة مميزة تعكس مخزون الثروات الثقافية والتاريخية الغنية لتراث البلاد عبر حقبات عديدة مختلفة متنوعة العصور والمراحل التاريخية ذات التأثير البالغ عليها والتي امتد تأثير بعض عناصر عناصر منها حتى خارج الحدود الوطنية المحلية أيضًا.‬

التعليقات