تقع موسكو، العاصمة التاريخية لروسيا، في وسط البلاد وترتفع فوق نهر موسكفا الهادئ. تعد المدينة واحدة من أكثر العواصم إبهاراً وشهرةً عالمياً، إذ تجمع بين تاريخ يعود إلى القرن الثالث عشر وتطور حديث سريع ومستمر. تشتهر موسكو بتراثها الثقافي الفريد وآثارها الأثرية التي تعكس رحلة روسيا الطويلة والحافلة عبر الزمن.
تاريخياً، كانت موسكو مركز السلطة السياسية والثقافية لروسيا منذ قرون مضت، وذلك عندما أسس الأمير يوري دولغوروكي دوقية موسكو ولعب دوراً أساسياً في توحيد مناطق روسية مختلفة تحت رايتها خلال القرون التالية. ازدهرت المدينة بشكل كبير خلال حكم القيصر إبراهيموفيتش الثاني في القرن الخامس عشر، والذي حولها إلى مركز تجاري وثقافي مهم. وبحلول القرن السابع عشر، أصبحت موسكو مهد الفن الروسي ورواد الأدب والفكر مثل بوشكين وغوغول وغيرهما الكثيرين الذين تركوا بصمة عميقة في المشهد الثقافي العالمي.
ومع مرور الوقت، شهدت موسكو العديد من التحولات الدراماتيكية بما فيها الحروب والتغيرات السياسية. ولكن رغم كل هذه المحن، ظلت ثابته كرمز للثبات الوطني والمجتمع الروسي المتنوع. اليوم، تعتبر موسكو رمزا المعاصرة للاستقرار السياسي والاقتصاد الصاعد، فهي وجهة شهيرة للسياحة العالمية بمآثرها الهندسية الرائعة ككاتدرائية سانت باسل وجامعة موسكو الحكومية ومعبد الكرملين وغيرها الكثير. كما أنها معروفة بالحياة الليلية النابضة بالحياة والأطعمة التقليدية المنوعة والشوارع الضخمة المزدحمة بالنشاط والسكان المرحبين دائماً بالمواطنين العالميين الواصلين إليها بكل حرارة وكرم ضيافة خاص بها فقط. إنها مدينة مليئة بالحركة والحياة والنور والتي تستحق الزيارة بالتأكيد إذا كنت ترغب في فهم روح الشعب الروسي العميقة وغنى تراثه البالغ العمق والجذور القديمة.
