توجد محافظة ذي قار في الجزء الجنوبي من العراق، تحديدًا إلى الشمال مباشرةً من محافظة البصرة. اكتسبت هذه المحافظة اسمها بسبب استخدام سكانها للقار بكثرة أثناء بناء مساكنهم؛ كما روج البعض بأن الاسم جاء نتيجة لمعركة تاريخية شهيرة بين العرب والفرس خلال القرن الخامس الميلادي. شهدت منطقة "عين ذي قار"، وهي جزء من المحافظة، تلك المعركة الشهيرة التي انتهت بسيطرة العرب على الفرس لأول مرة في التاريخ.
أما بالنسبة للتاريخ القديم لهذه الأرض المباركة، فإن مدينة أور - مكان ميلاد النبي إبراهيم عليه السلام - تعد أحد المواقع الرئيسية داخل حدود المحافظة. تعتبر ذي قار مهد الرسالات السماوية الأولى وموطن للحضارة السومرية، وهي واحدة من أكثر الحضارات تألقًا وأثرًا في العالم القديم. تُظهر الوثائق المكتوبة بلغتهم الخاصة ("المسمارية") فهمًا عميقًا لكوكبنا الشمسي وفصول السنة المختلفة. لقد كانوا أيضًا من الرواد الذين ابتدعوا تقنيات جديدة مثل عصرنة الحرب باستخدام الخيول والدروع الثقيلة والمدرعات وغيرها العديد. بالإضافة لذلك، ساهم شعب سومر بشكل كبير في مجال الاقتصاد والتجارية، حيث قاموا بتنظيم أسواق متخصصة لتبادل المنتجات المختلفة. إنهم أيضا المخترعون لأقدم نظام زمني معروف على مستوى العالم: التقسيم للأيام والساعات وفق الساعة ذات الـ ٢٤ ساعة والنظام المستخدم حاليًا لحساب الوقت بدقائقه المختلفة. علاوة على ذلك، لم يكن لهم دور بارز فقط كرواد تاريخيين بل كذلك كمبدعين لفلسفة اجتماعية رائدة حينما وضَّعوا دستوراً قبل قانون حمورابي الشهير.
بعد فترة ازدهار سومر، مرت ذي قار بمراحل أخرى تحت حكم diverse empires بما فيها الإمبراطوريات الأكادية والكالدونية والأشورية والبابلية. ومع تغيير الحكم، تغير اسم المدينة ايضا; فعرفت باسم واسطDuring الفترة الاموية ،والبطائح during the Abbasid period, and Mutafa under Ottoman rule.
واليوم، يعد السكان الرئيسيون لمحافظة ذي قار هم أبناء الطائفة الشيعية بالإضافة لنسبة أقل من أهل السنّة والصابئين والمعتزلة.. ولكن رغم هذا تنوع ديني واثني واضح، إلا أنها تبقى مركزاً رئيسياً للنشاط الزراعي خاصة فيما يتعلق بزراعة نخيل التمر وكذلك أعمال مصائد الأسماك والحرف التجارية الأخرى المتنوعة.
