تُعد جزيرة قرقنة، المعروفة أيضًا باسم "أرخبيل قرقنة"، واحدة من أهم المناطق السياحية والتاريخية في تونس. وهي تقع تحديدًا عند مصب نهر أم الربيع في خليج قابس، جنوب شرق مدينة قابس مباشرةً. هذا الموقع الاستراتيجي يعطي الجزيرة مميزات فريدة، بما في ذلك المناخ الحار والجاف بسبب تأثرها الكبير بالرياح البحرية القوية قادمة من البحر المتوسط. تشكل الجزيرة مجموعة من خمس عشر جزيرة رئيسية وصغيرة، منها اثنين هما الأكثر سكانًا ويستخدمان كمركز للإدارة المحلية وهما الجزيران الشرقية والغربية اللتان تعرفان مجتمعتيْن فيما يعرف بميليتا ("Mlitha").
تعكس طبيعة الجزيرة البيئية تأثير هذه الظروف المناخية الصعبة؛ فهي تتميز بنباتات مقاومة للجفاف وللماء المالحة مثل نخيل التمر والشجر الغابي. وعلى الرغم من عدم وجود زراعة واسعة النطاق بسبب الطبيعة القاسية للتربة الصحراوية، فإن السكان المحليين ينشطون بصيد الأسماك خاصة سمك الأخطبوط الذي يعد مصدر رزق أساسي لهم. وقد تطورت هذه المهنة لصناعة مهمة تقوم بشحن المنتجات البحرية عبر البر الرئيسي نحو الداخل التونسي ودول مجاورة أخرى.
تاريخيًا، ظلت سيادة المنطقة محصورًا بين خلفاء تونسيين بارزين حققوا نجاحات كبيرة خلال فترة عظمتها الأولى تحت رئاسة الأمير البحري محمد الحميدي وآثره الطاهر ابن له لاحقا والذي نقل الإداراة المركزينة لمكتبه الخاص وسط ميلتها الجديدة بينما استمرت العاصمه القديمه ببركة الجبل تحت نفوذ السلطات المدنية فأصبحت بذلك رمزاً للتقدم والإصلاح خلال حقبتي الاستعمار والحماية ضد التدخل الخارجي مما جعلها تحظى باحترام كبير لدى أهل البلاد وكذلك المجتمع الدولي بإعتبارها جزء حيوي وحساس للدولة ذات السيادة.