تعد جزيرة فرسان واحدة من أكثر الوجهات الطبيعية سحرًا في المملكة العربية السعودية، وتقع هذه الجزيرة الاستوائية الخلابة في البحر الأحمر قبالة ساحلها الغربي. تتمتع بموقع استراتيجي يمنحها طابعاً خاصاً وسط رقعة واسعة من المياه العميقة والشواطئ الرملية البيضاء الناعمة والأماكن التاريخية التي تعكس تراث المنطقة الثقافي والتاريخي الغني.
تتبع إدارياً إلى منطقة جازان جنوب غربي البلاد، وتبعد مسافة تقارب الألف كيلومتر عن العاصمة الرياض. تعدّ جزيرة فرسان نقطة جذب رئيسية للباحثين عن جمال الطبيعة الساحر ومحبّي السياحة البيئية لما تحتويه من تنوع بيولوجي وفريد تحتضنه محمية طبيعية تضم مجموعة متنوعة من الأشجار والنباتات النادرة مثل شجرة القرم وشجر السنط بالإضافة إلى وجود العديد من الأنواع المختلفة والحساسة للحياة البرية التي تسكن تلك المحمية كالطيور والسلاحف وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، تشتهر الجزيرة بتاريخ عريق وحضاري يعود لعصور ما قبل الإسلام، حيث كانت مركزا تجاريا هاماً بسبب موقعها المتميز بالقرب من طرق التجارة القديمة بين الشرق والغرب عبر البحر الأحمر. هذا الموقع ذو الأهمية جعل منها أيضاً قاعدة بحرية مهمّة خلال الحروب الصليبية وحقبة الدولة الرسولية والدولة العثمانية فيما بعد. إن الآثار والمباني الأثرية المنتشرة عبر الجزيرة شاهداً حياً على تاريخها الطويل وثراء ثقافتها المتنوعة.
إن زيارة جزيرة فرسان بمثابة رحلة عبر الزمن حيث يمكن للمسافرين اكتشاف روعة المناظر الطبيعية والاستمتاع بالتراث الحي لهذه الأرض الجميلة بينما يتعرفون أيضًا على دور الجزيرة المحوري كحلقة وصل للتواصل بين مختلف الحضارات والثقافات عبر القرون الماضية.