معبد أبو سمبل هو واحد من أهم المعابد القديمة التي تعود إلى عهد الفرعون المصري رمسيس الثاني، ويقع هذا الصرح الكبير في جنوب مصر بالقرب من الحدود السودانية الحديثة. يقع المعبد داخل نطاق مدينة أسوان حاليًا، والتي تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي عند ملتقى نهر النيل وجبال الصحراء الشرقية.

تم تشييد معبد أبو سمبل بين عامي 1274 و1264 قبل الميلاد كجزء من مشروع بناء ضخم أمر به الفرعون رمسيس الثاني لتخليد ذكرى انتصاره العظيم في معركة قادش ضد الهكسوس. يشكل المعبد واحداً من الأمثلة البارزة على الهندسة المعمارية المصرية القديمة وأحد أشهر المواقع السياحية في البلاد.

يتكون معبد أبو سمبل الرئيسي من مساحة خارجية واسعة تضم تمثالين عملاقين للفرعون رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع كل منهما حوالي ثلاثين متراً، بالإضافة إلى ثلاثة مداخل تؤدي إلى الداخل نحو القاعة الأولى التي تحتوي أيضاً على صور ونقوش فرعونية تفصيلية لأحداث تاريخية مهمة.

بعد اجتياز مجموعة أخرى من الغرف والأقسام الداخلية، يصل الزائر إلى غرفة الضريح الرئيسية والمعروفة باسم "حجرة الآلهة"، وهي مكان مقدس يحتوي على منحوتات مذهلة لرمسيس الثاني وإله الشمس رع وأرواح سلالة الأسرة الـ19 الحاكمة آنذاك. كما تُبرز هذه المنحوتات مدى تقديس المصري القدماء للإله آمون والإخلاص الديني للملك رمسيس الثاني خلال حكمه الطويل.

وللحفاظ على سلامة المعبد وتجنب غمر المياه الناجمة عن إنشاء بحيرة ناصر خلف سد أسوان العالي، قامت منظمة اليونسكو بتنفيذ عملية فريدة لنقل الموقع بأكمله برمته لمسافة عدة كيلومترات بعيدا عن طريق تحريكه فوق أساسات خرسانية جديدة في الفترة ما بين 1963 و1968 م . وقد نجحت تلك العملية الرائدة مما ساعد بصورة كبيرة في حفظ تراث حضارة عظيمة عبر العصور لفائدة الأجيال المستقبلية ولمواصلة جذب ملايين الزوار والسائحين سنوياً ممن يأتون للاستمتاع بالحضارة والتاريخ والتراث الثقافي العالمي لمصر العربية الشقيقة.