تقع جمهورية مالي جنوب الصحراء الكبرى، وتحديداً في غرب أفريقيا. تحدها الجزائر من الشمال الغربي، والموريتانيا من الغرب، وبوركينا فاسو من الجنوب الغربي، وساحل العاج والنيجر من الشرق، والنيجيريا بنيجيريا من الجنوب الشرقي. هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها نقطة اتصال بين شمال ووسط أفريقيا وجسراً مهماً للتجارة عبر المنطقة منذ القدم.
تمتد مساحة مالي تقريباً إلى ضعف مساحة فرنسا، وتغطي حوالي مليون كيلومتر مربع مما يجعلها واحدة من أكبر البلدان الأفريقية. تضاريس البلاد متنوعة للغاية؛ فهي تشمل سهول شاسعة واسعة ومروج خضراء خصبة بالقرب من نهر النيجر بالإضافة إلى صحاري قاحلة كالصحراء الكبرى التي تتخللها بعض الأودية والجبال الوعرة مثل جبل إمبيريه الواقع بالقرب من الحدود مع بوركينافاسو. هذه التضاريس المتنوعة تعكس تاريخها الثقافي والتاريخي العميق.
تاريخياً كانت منطقة مالي مركزا للحضارات القديمة بما فيها الإمبراطوريات السودانية الشهيرة مثل إمبراطوريتي غانا ومللي والتي اشتهرت بثروتها ونظام حكمها القوي والقانوني المنظم. خلال فترة وجودها كان لمالي تأثير كبير على التجارة العالمية وحركة الناس والمعارف عبر مناطق عديدة في غرب ووسط إفريقيا حتى نهاية القرن الخامس عشر عندما تعرضت للإبادة على يد المغول والسكان المحليين المناوئين لها بسبب سياساتها التجارية الشمالية أكثر مما هي جنوبية وانخراطها الكبير في تجارة الرقيق غير المشروعة آنذاك.
بعد انهيار تلك الامبراطوريات ظهرت العديد من الدول المستقلة الصغيرة تحت اسم "مالي" مرة أخرى قبل أن يتم توحيدها تحت راية واحدة وتمتلك استقلالها الحديث عن فرنسا سنة ١٩٦٠ ميلادي عقب حصول معظم دول افريقيا للاستقلال ضد الحكم والاستعمار الأوروبي. وعلى الرغم من الصراعات الداخلية والخارجية الأخيرة إلا أنها تبقى اليوم جزءا هاما ضمن سلسلة روابط وثيقة تربط بين بلاد المغرب العربي ودول غرب أفريقيا الأخرى سواء حضاريا أم ثقافيا أم اقتصاديا كما يمكن رؤيته بوضوح في عادات الشعب الماليزي الفريد وأبرز فنونه الشعبية التقليدية المعروف باسم "الزند".