تعد جمهورية مصر العربية واحدة من الدول الرائدة في المنطقة من حيث تعدادها السكاني الكبير. وفقاً لبيانات الأمم المتحدة الأخيرة، بلغ العدد الإجمالي للسكان في مصر حوالي 104,2 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2023. هذا الرقم يعكس النمو السكاني المستمر الذي تواجهه الدولة منذ عقود طويلة.
التوزيع الجغرافي والسكاني يلعب دوراً هاماً في فهم ديناميكية الاقتصاد والثقافة والمجتمعات المحلية في البلاد. يتركز الجزء الأكبر من هذه الكثافة السكانية في المناطق الحضرية، خاصة حول العاصمة القاهرة ومدن أخرى مثل الإسكندرية والجيزة. ومع ذلك، ما زال هناك نسبة كبيرة تعيش في الريف وتشارك بنشاط في القطاعات الزراعية والتجارية التقليدية.
إن التركيبة العمرية مهمة أيضاً عند النظر إلى الهيكل السكاني لمصر. فبينما تشكل الفئة الشابة تحت سن الـ 15 سنة حوالى ثلثا إجمالي السكان تقريباً، فإن قوة العمل بين الأعمار بين 15 و64 عاما تمثل أكثر من نصف الشعب المصري. وهذا يشير إلى وجود سوق عمل نشطة ويُعتبر مصدر قلق بالنسبة للسياسات التعليمية واستراتيجيات التوظيف الحكومية لتلبية الطلب المتزايد على الفرص الوظيفية لهذه القوة العاملة الغنية بالطاقات الجديدة التي تنضم للمجتمع كل يوم.
ومن حيث التنوع الثقافي والإثني، تعتبر مصر موطن لأكثر من 18 مجموعة عرقية رئيسية بما فيها العرب والقبائل البدوية المختلفة والتي ساهمت جميعها بشكل كبير في بناء هويتها الوطنية الغنية ومتعددة الطبقات. بالإضافة لذلك، فقد أدت التحولات الاجتماعية الحديثة نحو المدن والحياة البحرية والعوامل الأخرى إلى زيادة عدد سكان المدن وتحويل البنية السكانية للدولة تدريجياً نحو مجتمع حضري مزدهر ومتطور باستمرار.
وبالنظر إلى مستقبل مصر السكاني، فإنه من الضروري مراقبة معدلات الولادة ومستويات الهجرة والتحولات الديموغرافية العامة. ولذلك، تعمل الحكومة المصرية حاليًا على تطوير سياساتها العامة والاقتصادية لتحقيق التوازن الأمثل بين الاحتياجات الاقتصادية واحتياجات المواطنين ضمن حدود مواردها الطبيعية والبشرية المتاحة لديها الآن وأمام تحديات النمو السكاني المستمرة المستهدفة خلال السنوات المقبلة.