تُعرف مدينة بعلبك باسم "بيبلوس القديمة"، وهو لقب تاريخي يعود إلى عهد الفينيقيين الذين أسسوا أول مجتمع بشري متطور فيها عام 2750 قبل الميلاد تقريبًا. هذا الاسم الجميل يرجع إلى موقعها الاستراتيجي بين مرتفعات لبنان وسهول البقاع، مما جعل منها مركزاً تجارياً وثقافياً هاماً طوال القرون التي تلت ذلك. ولكن شهرتها لم تتوقف عند حدود العصور القديمة؛ بل امتدت لتشمل العديد من الأسماء الأخرى التي تعكس جمال المدينة وتاريخها الغني.

في العصر الروماني، أصبحت بعلبك معروفة أيضًا باسم "هيليوبوليس"، وهي كلمة يونانية معناها "مدينة الشمس". وكان ذلك بسبب معبد الشمس الكبير الذي بني فيها خلال تلك الفترة الزمنية. أما تحت حكم الدولة الأموية فقد حملت اسم "حمص الأكبر" نسبةً لحجم وقوة هذه المدينة مقارنة بحمص الحالية. وفي زمن الأيوبيين والعصور الإسلامية التالية، غالباً ما كانت تسمى بـ "الشام الصغرى" نظرًا للمكانة الخاصة التي احتلتها ضمن نطاق الشام ككل.

لكن أهم الأسماء التي تحملها بعلبك حتى الآن هي "عاصمة البقاع"، وذلك تقديرًا لدورها الريادي ومكانتها الثقافية في منطقة البقاع الواسعة شمال شرق لبنان. بالإضافة لذلك، تحظى بمكانة خاصة لدى المسيحيين الشرقين نظرًا للأديرة والقلاع العديدة الموجودة بها والتي تشهد على وجودهم منذ القدم. علاوة على كل ما سبق ذكره، تحمل مدينة بعلبك اليوم لقب "حصن العرب الأول"، تكريمًا لعراقتها وبنائها المتين الذي يقاوم الدهر ويستمر في نقل رسالة التاريخ والحضارة عبر آلاف السنين.