تُعتبر لوساكا، الواقعة في جنوب زامبيا، العاصمة السياسية والدولية للبلاد منذ الاستقلال عام ١٩٦٤. تُشكل هذه المدينة نقطة محورية مهمة سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية أو التجارية للاقتصاد الزامبي المحلي والعالمي. وتحكمها ادارياً محافظة تسمى أيضاً "محافظة لوساكا"، وهي واحدة من عشرة محافظات تشكل البلاد عموماً. تمتد مساحتها لتغطي نحو ٣۶۰ كم² فقط، ومع ذلك تحتضن حوالي ۱٫۴ ملیون شخص مما يعكس كثافتها السكانية المرتفعة للغاية مقارنة بأنحاء أخرى من القارة الأفريقية.
وعلى الرغم من كونها صغيرة نسبياً بحسب المعايير العالمية، إلا أنها مركز جذب رئيسي للأعمال والحكومات والشركات الأجنبية نظرًا لموقعها الحيوي كبوابة دخول والخروج الرئيسي لزambia عبر البر والبحر والنهر. تعكس جماليات معماريتها الفريدة الثقافات المتنوعة المتداخلة داخل المجتمع الزامبي، كما تضم عدة مناطق سكنية وعامة تحافظ بشكل رائع على تراث الماضي بينما تواكب مستجدات الحاضر.
ومن أهم سماتها أنها وجهة استراتيجية عالميًا بسبب قربها من مدن كبيرة مثل بلومفونتين وجوهانسبرغ بالمملكة المتحدة بالإضافة لاتصالها المباشر بساحل المحيط الهندي عند خليج شواشا وعلى طول نهر زامبيزي الشهير ذائع الصيت بجوار حديقة مويو الوطنية ذات الشهرة الدولية لحماية الحياة البرية. وبالتالي توفر فرص عمل واسعة لأعداد متزايدة ممن يقصدوها بحثاً عن مستقبلهم الأكاديمي ومهني. ولذلك بات مصطلح "مدينة المستقبل" يُطلق عليها اعتماداً على الدينامية الاقتصادية والسوق العقارية المنفتحة أمام الجميع بدون تمييز طبقي أو عرقي.
وفي النهاية تجدر الاشارة الى ان حضور الجامعات والمعاهد التعليمية العليا بها جعل منها قبلة طلاب المنطقة وخارجها كذلك لما تتمتع به جامعتا لوساكا الحكوميان وما بعد الثانوية العامة بكلية علوم الصحة وكلية إدارة الأعمال ليصبح بذلك دور هام آخر يؤكد مكانته الرائدة اقليميا ودوليا أيضا.
