تُعرف المملكة المغربية بتاريخها العريق وثقافتها المتنوعة التي جعلتها وجهة سياحية مفضلة ومحط اهتمام عالمي. يمتد تاريخ البلاد عبر قرون طويلة، بدءاً من الحضارات الأمازيغية القديمة مرورًا بالإمبراطوريات الإسلامية مثل الإسلاميين والأدارسة والمرابطين والموحدين والمرينيين والسعديين والسعديون والعلويون إلى وقتنا الحالي. هذا التاريخ الغني انعكس بشكل واضح في العديد من المواقع والمعالم التاريخية التي تعد واحدة من أهم مقاصد السياحة بالمغرب.
من بين هذه المعالم الشهيرة جامع القرويين بفاس، وهو أول جامعة متخصصة في الدراسات الإسلامية وأقدم مؤسسة تعليم عالي مستمرة حتى اليوم. كما أنه هناك المدينة الحمراء بمراكش، والتي كانت مركز السلطة السياسية والدينية للامبراطورية الموحدية منذ القرن الثاني عشر الميلادي. بالإضافة إلى ذلك، تتميز مراكش أيضًا بسوق الجملة "المدينة الجديدة"، والذي يعرض مجموعة متنوعة من البضائع التقليدية والحرف اليدوية المحلية.
وفي طنجة نجد حصن شيرين وقلعة هسبيريس، وهما رمزان للتاريخ الإستعماري للمدينة وتأثيرهما على الهندسة المعمارية المحلية والأسلوب الفريد للفنون الشعبية بطنجة. أما مدينة أصيلة فقد اشتهرت بحركة الفن الحديث والإبداع الفني تحت رعاية الفنان الفرنسي بن علي حسن خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
لا يمكننا تجاهل العاصمة الرباط التي تضم برج حيدر باشا ومتحف محمد الخامس للحضارة الأمازيغية، مما يعكس تنوع التراث والثقافة المغربية ويتيح زيارة مذهلة لعجائب التاريخ والفولكلور المغربي. وفي شمال المغرب، تكمن مدينة تطوان ذات الطابع الاستعماري البرتغالي السابق، لتضيف لمسة خاصة لمجموعة المدن المغربية الرائعة.
كما تجذب التجربة الغذائية الزوار بشدة؛ حيث تقدم المطبخ المغربي مزيجًا غنيًا من النكهات الشرق أوسطية والشمالية الأفريقية. يعدّ الطاجن والكسكس والحلوى التقليدية مثل البسبوسة والشباكية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية ويجب على كل زائر تجربتها أثناء رحلاته في مختلف مناطق المغرب.
ختاماً، فإن المغرب ليس مجرد بلد ذو مواقع تاريخية ومعمار ساحر فحسب، بل هو أيضاً مجتمع نابض بالحياة يغمرك بروحه الخاصة وسحر ثقافته المتعددة الطبقات - وهذا بلا شك سبب آخر لما تشتهر به المغرب حول العالم!
