يُعدّ جامع السلطان أحمد، المعروف باسم "الجامع الأزرق"، واحداً من أهم معالم المدينة التاريخية وإسطنبول التركية وأبرز تجليات الفن المعماري الإسلامي في القرن السابع عشر. ويشغل هذا المصلى الكبير موقعاً استراتيجياً في منطقة السلطان أحمد ذات الطابع الثقافي الغني، بالقرب من متحف آيا صوفيا الشهير وآثار الإمبراطورية البيزنطية القديمة.
يتوسط الجامع ساحة واسعة تُسمى بساحة السلطان أحمد، والتي كانت سابقاً مركز سباق الخيل في الحقبة البيزنطية المتأخرة. يُحيط بمجمع المسجد سور عالي يصل ارتفاعه لأكثر من 20 مترًا، وقد جهزه بناؤوه بخمسة مداخل مختلفة الدخول إليها: اثنتين منها تقود مباشرة نحو رواق أدعية المسلمين، بينما يؤدي الثلاث الآخرين إلى الروضة الداخلية الرحبة التي تشكل مركز حياة المؤمنين اليومية جنباً إلى جنب مع زوار المكان من جميع الانتماءات الثقافية والدينية.
يتميز تصميم مساحاته الخارجية لجماليتها المبتكرة ومكوناتها الهندسية الرباعية الفريدة. فعلى سبيل المثال؛ يعكس طراز الشكل المستطيل ذو المحاور العمودية الرشيقة عرض متكامل لمساحاته الداخلية الواسعة والمضاءة عبر شبكة كثيفة للأروقة والنوافذ الملونة. كما تضفي عدةقبب رحيبة بإطار دائري شمولي تناغمًا جماليا ملفتًا عند النظر إليها من أعلى، فضلا عن ستة مخارج عالية ترتقي برؤية المتعبد حال قيامهم بالأداء الشعائري الخاص بهم مصطفين تحت سقفه المرتفع.
وبالإضافة لنسبانه الجمالية اللافتة للإعتناء فهي أيضا ساحرة بحكاياتها التاريخية المثيرة حول فنانيها وشيوخها المبدعين الذين أشرفوا عليها مثل المهندسين محمد أغا وداوود اغا وسنان باشا وغيرهم ممن اشتهروا عالميًا بتجاردهم الفريد فيما بين التقليد والتحديث في مجال العمائر العربية .
وقد حظي هذا الموقع الصرح بنشاط دائم وحضور دائم لممارسة شعائر الدين الإسلامي خاصة أيام الجمع والإجازات الدينية كالرمضان المبارك لما يتمتع بهذه المقصد المقدس لدى الناس بغض النظرعن اعتقاد أو دين وإنما مجرد إعجاب بصنائعه المعمارية وعظمة تصاميمه الاستثنائية مما جعله وجهة أساسية لكل مهتم بالمظاهرالديني /الثقافي وما يحفل بها تركيا منذ القدم حتى الوقت الحالي.