تُعد غزّة واحدةً من أقدم مدن العالم العربي وأكثرها غموضًا؛ فهي تحمل تراثًا حافلاً يعكس ثراءً ثقافيًّا وتاريخيًّا فريداً. وعلى الرغم من أهميتها الاستراتيجية منذ عهد الكنعانيين الذين أسَّسوها حوالي العام ١٥٠٠ قبل الميلاد وفق الوصف الموجز، إلا أنه ظل لغزا محيرا اسمها الحقيقي ومعناه الحقيقي، مما أدى إلى ظهور العديد من التفسيرات والنظريات المختلفة عبر القرون.
إحدى أكثر نظريات التسمية انتشارًا تشير إلى ارتباط القوة والحصانة بالاسم، استنادا إلى موقعها الجغرافي المحاط بمياه البحر المتوسط شرقًا وصحاري سيناء غربًا وجبال فلسطين الجنوبية جوراً، مما جعل منها حصنًا طبيعيًّا وملاذًا آمنًا للسكان من العناصر الطبيعية والمخاطر الخارجية. ويتبنى هذا الرأي الباحثون الذين يؤكدون قدرتها الدفاعية الهائلة والمتمثلة بجدرانها عالية وحصونها المرتفعة ضد المغول والصليبيين وغيرهم ممن حاولوا احتلال الأرض الفلسطينية. وهناك نظرية أخرى ترتكز على خصوبة أرضها وكثرة انتاجها الزراعي سواء كانت أشجار زيتون مثمرة أو حقول زرعت بالحبوب والخضراوات المختلفة والتي تعد مصدر غذاء رئيسي لسكان المنطقة المجاورة لها. بالإضافة لذلك، اعتقد بعض الكتاب القدماء أنها قد تأتي أيضا للتعبيرعن مكانة مميزة وفريدة لهذه البلدة الصغيرة حين قارنوها بمدن مجاورة أقل ازدهارا وسكانا وزراعة وزراعة وصناعة. لكن رغم رواج تلك الفرضيات واستناداتها المنطقية الواضحة، يظل الاختلاف موجودآ حول الأصل الدقيق لكلمة 'غاز' أو 'غازة' وما إذا كان يمكن تتبع معناها إلي اللغة الكنعانية الأم ام الي اليونانية القريبة جغرافيا.
ومن الجدير بالذكر ان مصطلح غازة ظهر اول مرة في النصوص المصرية القديمة كتابة فرعونيَّة حيث ورد ذكر اسم الحامية العسكرية الشهيرة Gazatu خلال عصر الدولة الحديثة بحكم الملك حتشبسوت(١٤٧٩-١٤٥٨)قبل الميلاد تقريبَا حسب دراسات علم الآثار الأخيرة. بينما يشير التحليل اللغوي لدكتور محمود الطحان المدقق بالأمور اللغوية والتراث الثقافي الفلسطيني المقيم حالياً بدولة الإمارات المتحدة العربيه بأنه ربما مستمدٌ مباشرةٌ من فعل مضارع كنعانى معرب يتمثل فى حرف الجر 'Gaz' وتعني المكان المواجِه البحْر oposite the sea'. بالتالي فهو مؤشر دقيق نحو الموقع الفلكي وغاية خاصة بكل سكان آنذاك كون البحر اقرب نقطة لهم للعيش والبقاء والبقاءفقط!وعلى الجانب نفسه, فان الترجمات الاخرى المُقتبسة للاستنتاج النهائي تصبح اقل قابلية للإقرار بسبب اختلاف نظام كتابته ونطقه باللغة الغيزو/gazza الثلاثية الأصوات بالنظر لحالة حفظ وثائق مكتوبة لاتزال موضع نقاش وعدم تسليم نهائي بشأن ماهيتها ودلالة محتوايات داخل حاويتها المكتوب عليها.
ومع مرور الوقت وتعدد دول قابضة علي مدنية', تغير اسمائها اعتمادا علی هويتها السياسية الجديدة. فأطلق عليها الانجليز Kasha وللكرد Cazah اما للألمان فسّموه Kasa أما الأكراد فيدعوها Cazih وفي اصطلاح الترك Kaza وظلت كذلك طول الفترة الانتداب البريطانية وبداية الحكم الوطني الفلسطينى الحديث ابان اتفاقيات كامب ديفيد التسعينات قرن الماضي قبل سقوط النظام السابق ٢٠۰۳ ميلادي والذي شهد بداية دخول القوات الاجنبية تزاما وانتفاضة شعبانيه جديدة لنيل حقوق الوطن المنشود وهو الامر المرجع الأساسي لإعادة النظر بتغيير القانون الدولي والمعاهده الدولية الخاصة باقامة دولة فلسطينية مستقله ذات سيادة مطلقة فوق ارض الواقع المصطبغ بثرواته الفريدة التي تفوق الخيال وإن اتخذ شكل قلعة دفاع عملاقة تؤهل لتحقيق حلم الحرية النهائية طال انتظاره وستكون بذلك أول خطوة عملية لاعمار اجدادنا وحفظ ارث آبائنا واجدادنا عاشقا لقرائمه بتوثيق سيرتهم مهما بلغ عظم بلائهما...