سمرقند، الواقعة وسط آسيا، هي واحدة من المدن القديمة التي تتمتع بتاريخ غني ومكانة ثقافية بارزة. تقع هذه المدينة الجميلة ضمن حدود جمهورية أوزبكستان الحالية، تحديداً في الجزء الشرقي منها بالقرب من الحدود مع طاجيكستان وتركمانستان. تعتبر سمرقند نقطة محورية مهمة على طريق الحرير القديم، ما جعلها مركزا تجارياً وثقافياً هاماً عبر العصور المختلفة.
تأسست سمرقند لأول مرة حوالي القرن الثامن قبل الميلاد كجزء من الإمبراطورية الأخمينية الفارسية. ومع ذلك، فقد حققت أهميتها العالمية خلال الحكم الساساني والفارسي والعربي والإسلامي لاحقا. شهدت عهد الخلافة الأموية العباسية مبلغ ازدهارها الثقافي والتجاري، حيث كانت مقرا لعديد من علماء الدين الإسلامي البارزين مثل الجاحظ وابن سينا (أفيسينا).
خلال القرون الوسطى، ظلت سمرقند تحت حكم مختلف الدول والقادة، بما في ذلك الدولة الغزنوية والدولة القراخانية. وفي عصر المغول، كان حاكمها بركة خان أحد جنرالات جنكيز خان الأكثر شهرة. ثم انتقلت بعد ذلك إلى السلالة التيمورية بقيادة الأمير تيمورلنك المعروف أيضاً باسم "السلطان الظافر". أسس ابن آخر لتيمور لنك وهو شير محمد بن شهاب الدين بابر الأول دولة مغول الهند الشهيرة فيما يعرف الآن بالهند الحديثة.
اليوم، تعد سمرقند وجهة جذب سياحي رئيسية نظراً لموقعها الاستراتيجي وتاريخها المشوق. تشمل المواقع الأثرية الرئيسية مسجد البيك اندور وكاشان ساراي ورستم خورا والمدرسة الشرقية وغيرها الكثير مما يحكي قصة حضارة عميقة ومتنوعة. بالإضافة لذلك، فإن تراث سمرقند الفني والحرف اليدوية يبرز جمال الفن والدقة المحلية التقليدية. إنها ليست مجرد مكان تاريخي فحسب بل أيضا جزء حيوي من الهوية الوطنية الأوسع لأوزبكستان.