الجزائر العاصمة، الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، هي القلب النابض لدولة الجزائر. هذه المدينة الغنية بتاريخها وثقافتها تعد الأكبر في الوطن العربي من حيث تعداد سكانها الذي يقارب 5,3 مليون نسمة، وفق آخر الإحصاءات العالمية. تضم الجزائر العاصمة تنوعًا ثقافيًا لافتًا بين العرب والأمازيغ والفرنسيين وغيرهم، مما جعل منها بوتقة للتلاقح الثقافي الحقيقي.
الموقع الجغرافي والاستراتيجي
تعد موقعها الاستراتيجي نقطة قوة بارزة لها، إذ تقع عند قاعدة سلسلة جبلية تدعى "بوزريعة"، والتي تحميها من جهة الشرق وتوفر منظر طبيعي خلاب يلتقي فيه اللون الأخضر مع المياه الفيروزية لبحر الأبيض المتوسط. تمتد شواطئها لمسافة تقدر بحوالي ۳۱ كم بدءاً برأس الحميدو وانتهاءً براس تمنفوست. يمكن تحديد مكانها الدقيق عبر خط الطول الذي يصل إلى ±۳° شرقي وغرب جرينتش (±۴۳٫۶۲ درجة شمال). تشتهر المناخ المعتدل لهذه المقاطعة المصنف كـ"متوسطي" بشهر الصيف الحار والرطب نسبياً وصيف بارد نسبياً.
تاريخ وحضارة غنيّة
تاريخياً، تحمل الجزائر العاصمة العديد من الأسماء القديمة بما فيها "إيكوزيوم" خلال الحقبة الرومانية المبكرة قبل انتقال النفوذ الفرنسي إليها لاحقاً لتتحول إلى مركز حيوي للإدارة والإدارة المالية والعسكرية داخل المستعمرة الغربية الجديدة آنذاك. اليوم، تعتبر القصبة -وهي جزء قديم من المدينة يعرف أيضاً بالقسم islamique old town- أحد مواقع تراث يونيسكو العالمي منذ ثمانينات القرن الماضي نظرًا لأهميتها التاريخية وما تحتضنه من آثار تعكس حضارات متداخلة ومتنوعة مضى عليها قرون طويلة امتدت حتى عصر الدولة العثمانية. بالإضافة لذلك يوجد هناك عدة معالم مهمة أخرى تستحق الزيارة مثل "مقبرة الشهداء"، وبناية "البريد المركزية" الرائعة التصميم والكنائس المختلفة وكذلك مسرح الأمير عبدالقادر الكبير.
المخاطر الطبيعية ومحدداتها التشغيلية
بالرغم من جمالها الأخاذ إلا أنها ليست محصنة تمامًا ضد الظروف الجوية القاسية كالزلازل المدمرة التي ضربتها بشكل خاص في آذار/مارس العام ۱۹۷۸ وفي شهر سبتمبر ألف وتسعمائةٍ وتسعين ميلادي حين وقعت كارثة مشابهة أدت لمصرع الآلاف. أما بالنسبة للأحداث المرتبطة بالأحوال الجوية فقد شهدت المدينة فيضان هائل نتيجة هطول أمطار غزيرة للغاية فاضت بعدها أنهارا وعبار ضيقة غير قادرة على استيعاب تلك الكميات الهائلة فتسببت بفقدان حياة الكثير ممن كانوا يسكنون حول مناطق تجمعات المياه المكشوفة بالفعل وقت ذلك الوقت. ولكن رغم كل هذه العقبات فإن الحكومة المحلية تسعى دوماً لحماية مواطنيها وتعزيز الاستعداد للاستجابة للحالات الطارئة مستقبلاً وذلك بتوفير شبكات صرف مطورة ومنظومة مراكز اتصالات فعالة بغية نقل المساعدة للمواقع المتضرّرة فور ورود بلاغات بشأن حدوث ضرر محتمل بها جراء عوامل خارجية مختلفة الأنواع.