مدينة فاليتا، المعروفة أيضا باسم "فالتة"، تعتبر العاصمة الرسمية لدولة مالطا، وهي أصغر دول أوروبا من حيث المساحة. تمتلك هذا الموقع الاستراتيجي الرائع ضمن الجزر الوسطى للبحر المتوسط. منذ القدم، كانت فاليتا نقطة جذب هامة للحضارات المختلفة كالفيينيقيين واليونانيين والرومان وغيرها بسبب موقعها البحري الخاص.
كانت أولى المستعمرات البشرية في المنطقة تحت حكم فرسان مالطا الذين أسسوها عام ١٥٦٥ ميلادي كقلعة بحرية محصنة ضد الهجمات التركية آنذاك. وبفضل تصميماتها الدفاعية الفريدة وسورها الخارجي الكبير، أصبحت رمزًا للقوة العسكرية والقوة العسكرية للعاصمة المثالية خلال القرن السابع عشر الميلادي.
في الوقت الحاضر، تصنف منظمة اليونسكو مدينة فاليتا كموقع للتراث العالمي نظرًا لأهميتها الثقافية والتاريخية الهائلة. تشتهر بوجود أكثر من ثلاثمائة نصب تذكاري متنوع يشهد بتاريخ طويل ومتنوع مليء بالأحداث والحقب التاريخية مختلفة. بالإضافة لذلك فإن الهندسة المعمارية الخاصة بها تخطف الانظار حقًا! تحمل الطراز المعماري المحلي والممزوج مع لمسات عصر النهضة الإيطالي جنبًا إلى جنب مع التصاميم الفنية الإسلامية والعربية وهو ما جعل منها جوهرة ساحلية ذات جمال مميز يعكس تنوع حضارات الشرق والغرب.
بالانتقال نحو الجانب العملي اليومي لسكانها ومؤسساتها العامة؛ توفر فاليتا مجموعة واسعة وكبيرة من الخدمات بما فيها الخدمات الحكومية الرئيسية وتمثيل الدبلوماسي الدولي وملتقى الأعمال والشركات التجارية والسياحية أيضًا. تحمل المدينة قلب حركة الاقتصاد وعجلة الحياة السياسية والإدارية للدولة الصغيرة ولكن ذو التأثير الواسع في منطقة البحر الأبيض المتوسط. إن وجود المؤسسات التعليمية والمراكز البحث العلمية والمعارض الفنية ومكتبات الفنون والثقافة جعلت منها مركز ثقافي نابض بالحياة ينضح بالإبداع والفكر المنفتح.
وفي الأخير؛ تتمسك فاليتا بروح الماضي كونها واحة تراث ومعمار ومعلومات تاريخيه لكن تبقى محافظة على روح تقدم مستمرة بتطوير بنيتها التحتية الحديثة وتحسين مستوى خدمات المواطنيين المقيمين وكذلك المغتربين وزائري البلاد بهدف تحقيق رفاه جميع أفراد المجتمع وتعزيز مكانتهم الدولية باعتبارهم جزء لا يتجزأ من شبكة العلاقات العالمية وبالتالي فان اختيار السياسة الخارجية لجزر مالطا تتوافق مباشرة داخل حدود العاصمة فاليتا ذات القاعدة الشعبية والمبادئ الوطنية الثابتة والمستمدة من جذور شعبها الأصلانية العميقة .
