تقع جمهورية العراق في غرب آسيا، تحديداً بين خطي طول 42° و49° شرق غرينتش، وخطي عرض 36° و15° شمال دائرة العرض. إنها دولة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بسبب موقعها الفريد الذي يربط الشرق بالغرب وجنوب القارة الأوروبية بوسط آسيا. هذا الموقع جعل منها نقطة عبور هامة للتجارة والثقافات عبر التاريخ.

يمتد العراق بطول حوالي 965 كيلومترٍ من الشمال إلى الجنوب وعرض بلغ نحو 640 كم تقريباً، لتبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 437,072كم² مما يجعلها إحدى أكبر دول المنطقة المساحةً بعد إيران والسعودية. تحدها تركيا من الشمال، سوريا والعراق الشمالي الغربي، الكويت والبحر الخليج العربي جنوبا وكذلك الأردن وهي عبارة جزئياً أساسياً جزءٌ منه بينما تحتل إيران ثلاث ولايات عراقية هي كردستان وأربيل وكركوك إضافة لجزء صغير جداً الحدود مع الأراضي التركمانية. كما أنه يحتوي ضمن حدوده النهرين التاريخيين هما دجلة والفرات اللذان تشكلان مصدر الحياة الرئيسية للملايين المقيمة هناك بالإضافة لنهر الزاب الكبير والصغير وغيرهما الكثير.

يتمتع العراق بموقع متميز للغاية نتيجة لقربه من العديد من الدول الحيوية مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر أيضاً حيث يشترك معه البحر الأحمر كبوابة رئيسية للوصول إليه سواء براً أو بحرية الأمر الذي يعزز دورته الاقتصادية والتجارية بشكل غير مسبوقة مقارنة بدول أخرى مشابهة لها نفس الظروف المناخية والجغرافية. إن هذه الخصائص المتميزة تجعل للعراق مكانة خاصة داخل منظومة العلاقات الدولية وتؤثر تأثيراً مباشراً على سياساته الداخلية والخارجية نظرا لإستثماراته الهائلة فيما يعرف اليوم بـ"بوابة الشرق" والتي تعتبر بوابة مهمة لعقد الصفقات التجارية المتنوعة بما فيها المواد النفطية والأغذية والمواد الخام الأخرى التي يتم تصديرها عالمياً وبأسعار تنافسية عالية المستوى.

إن التوازن الدقيق لهذه الموقع الجغرافي المتعدد الجوانب سيظل عاملاً حاسماً لحضور البلاد البارز ضمن خارطة العالم الحديث لما يحويه من إمكانات بشرية وثروات طبيعية ضخمة يمكن تطويرها مستقبلاً لتحقيق نهضة اقتصاديه شاملة تنفع الجميع وتضمن رفاه وحياة كريمه لكل مواطن عراقي خصوصاً وسكان منطقة الشرق الأوسط عموماً.