تُعرف بيلاروسيا رسميًا باسم جمهورية بيلاروس، والتي تُشير إليها العديد من البلدان بشكل أكثر شيوعًا بـ "روسيا البيضاء"، وقد طالها حكم الاتحاد السوفيتي لما يقارب قرنٍ من الزمن قبل اكتسابها الاستقلال النهائي مع زوال النظام الشيوعي في عام ١٩٩١. وبفضل موقعها المركزي في قلب أوروبا الشرقية، تحتل بيلاروسيا مكانة جيولوجية فريدة تربط عدّة دول مهمة جنبًا إلى جنب؛ فهي محاطة بكلٌّّ من روسيا وأوكرانيا ولتوانيا وبولندا ولاتفيا. ويُطلق عليها أيضًا اسم "الدولة المحصورة" نظرًا لعدم امتلاكها ساحلاً بحريًّا مباشِرًا، إذ تحدَّها هذه الدُّول ذات الحدود البرِّية الخمسَة فقط.
تمتدُّ رقعتها الأرضية عبر مسافة تقدر بمقدار ٢٠٧,600 كيلومتراً مربعاً، وهو جزء هام يُشكل نحو ثلثي مساحاتها مغطاة بغابات مورقة تكاد تمثل لوحة طبيعية خلابة. كما تتعرُض بانتظام لعوامل مناخ قارّي شديدة التأثير خلال فصل الشتاء عندما تهطل أمطار كثيفة وتتساقط الثلوج بكثافة كبيرة تعكس ارتفاع مستوى تضاريس أرضها فوق مستوى سطح البحر، الأمر الذي يساعد بدوره على تلطيف الأحوال الجويّة خلال فصول الصيف المعتدلة بدرجة ملحوظة.
وتكتسب أهميتها الاقتصادية أيضاً من كونها مصدر رئيسي لإنتاج مختلف المواد الخام الضرورية لصناعات تعدينية مختلفة كالحديد والفولاذ بالإضافة للإسمنت وغيرها كثير من المُصْنعَات الأخرى المرتبطة بصناعة مواد بناء أساسيات المنشآت المختلفة وفق نظام إنتاج اشتراكي قديم لكن شهد مؤخرًا تحولات تدريجية نحو المزيد من الانفتاح أمام القطاعات التجارية الخاصّة والمبادرات الدولية لاستقطاب استثمارات خارجية ودعم تطوير موارده الطبيعية المتنوعة بما فيه توسيع قاعدة زراعته التقليدية الواسعة نطاق انتشار حقوله المروية بوفرة المياه النابعة من شبكة واسعة من الروافد الأنهر والجداول العذبة.