بوغوتا، بارتفاعاتها الشاهقة ومتاحفها العريقة، تعد القلب النابض للدولة الأمريكية الجنوبية كولومبيا. تقع هذه الوجهة السياحية الرائعة ضمن مقاطعة كونديناماركا، وهي الأكبر في البلاد، وعلى ارتفاع يقارب 2,640 متراً فوق مستوى سطح البحر، محاطة بجبال الأنديز المهيبة. تتمتع بوغوتا بمكانتها الفريدة كأكبر مدن البلاد مساحةً، إذ تغطي نحو 1,587 كيلومتراً مربعاً من الأرض الخصبة. كما أنها مركز الاقتصاد والثقافة السياسية لكولومبيا.
تاريخياً، تعود جذور اسم "كولومبيا" إلى المستكشف الشهير كريستوف كولومبوس، وقد أعلنت استقلالها عام 1886 كجمهورية منتخب شعبها يحكمها بشكل مباشر. هذا البلد الواقعة شمال غرب قارة أمريكا الجنوبية لها حدود مع عدة دول مهمة؛ بما فيها فنزويلا وبرازيل من الشرق، وبيرو والإكوادور من الجنوب، بينما يشكل المحيط الهادي حدودها الغربية. الموقع الاستراتيجي لهذه الدوقة ساهم بشكل كبير في ازدهار الاقتصاد المحلي ودفع عجلة التنقيبات الأثرية، مما وضعها بين أغنى الدول الثلاث بدول أمريكا الجنوبية.
السكان المحليون الذين يبلغ تعدادهم حاليًا حوالي سبعة ملايين نسمة يتمتعون بثقافتهم الغنية وحسن ضيافتهم الساحرة. تشتهر بوغوتا بصناعة مواد بناء أساسية كالاسمنت والكيميائيات بالإضافة لإنتاج المواد الغذائية والأقمشة المصنوعة يدوياً. لكن ربما الأكثر شهرة هناك هو المتحف الوطني المعروف بـ"متحف الذهب"، والذي تحتفظ به خزائن ثمينة تحمل بصمات حرفيي الهنود القدماء يعود عمر بعضها إلى آلاف السنوات.
وعلى الرغم من تحديات الحضر التي تواجهها المدينة المكتظة بالسكان، إلا ان جهود السلطات المحلية مستمرة للتكيف مع الواقع الحالي عبر تطوير البنية التحتية للنقل العام باستخدام وسائل متقدمة كترامواي TRANSMILEANO وغيره لتحسين حركة المرور وضمان انتقال السكان اليومي بكفاءة أكبر. تجسد بوغوتا تناغم الماضي والحاضر؛ فهي تزخر بالمباني التقليدية ذات الطابع التاريخي جنباً الى جنب مع ناطحات السحاب الحديثة التي تضيف جمالاً جديداً لمنظر المدينة الفريد. تتوزع طبقات المجتمع المختلفة جغرافياً حسب القدرة المالية لكل منهم؛ حيث تستقر الطبقات الأعلى مالياً في مناطق راقية وفاخر بينما تسكن الطبقة الدنيا في أحياء مكتظة نسبياً خارج نواة المدينة الرئيسية والمعروفة باسم باريس (Páris). ولكن بغض النظر اختلاف الحالة الاجتماعية فإن الجميع يستمتع بتجربة فريدة مليئة بالعراقة والعصرية للأحداث العمرانية والثقافية داخل حدود هذه المدينة المثيرة للإعجاب حقاً!