- صاحب المنشور: مرح بن شريف
ملخص النقاش:في ظل مشهد عالمي متغير بسرعة، يبرز تنافسان اقتصاديان رئيسيان يلعبان دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل النظام الاقتصادي الدولي: الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. يتعمق هذا المقال في ديناميكيات هذا التنافس وكيف يمكن أن يؤثر على الدول الأخرى والعولمة عموماً.
منذ سنوات، كانت الصين والولايات المتحدة شريكتَين تجاريتَين استراتيجيتَين، حيث اعتمدت الأولى على السوق الأمريكية الضخمة لتصدير المنتجات المصنعة بينما توفر الثانية رأس المال وأحدث التقنيات. ولكن مع نمو القوة الاقتصادية للصين وتطلعها إلى الريادة العالمية، بدأت واشنطن تظهر مخاوف بشأن انفتاحها غير المتكافئ للسوق الصينية واستثمارات بكين المثيرة للقلق في قطاعات حساسة تكنولوجياً. أدى ذلك إلى تصعيد شامل للتوترات التجارية التي انتهت بحرب رسوم جمركية شاملة.
التبعات الجغرافية
تأثير هذه الحرب خارج نطاق البلدين مباشرة قد يكون كبيرًا. العديد من البلدان تعتبر كلاً من الولايات المتحدة والصين شركاء تجاريين أساسيين لها؛ لذلك فإن أي ضرر محتمل نتيجة لهذا التوتر سيؤثر بشكل مباشر عليها أيضاً. مثلا، اعتماد أوروبا الكبير على كلا الجانبين يعني أنه سيكون لديهم حرية محدودة لاتخاذ قرارات مستقلة حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة.
مستقبل العولمة
إن طبيعة هذا النزاع أكثر أهمية مما يوحي به مجرد تبادل الرسوم الجمركية - إنه يشكل تحديًا أساسيًا لفكرة العولمة نفسها. فالعديد ممن يدعون بأن النظام الحالي للعولمة يفيد الجميع، يعارضون فكرة الحواجز التجارية والحمائية التي تقترحها الإدارة الأمريكية حالياً. وفي المقابل، ترى بعض الحكومات الأوروبية والأمريكية الأخرى أنها تحتاج لحماية مصالحها الوطنية الخاصة وأن مفتاح نجاح العولمة هو توازن أكبر بين حقوق ومزايا مختلف اللاعبين العالميين.