تقع جزر الكناري، المعروفة أيضا بجزر الخالدات، في قلب المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا، تحديداً عند تقاطع خطوط العرض 24°15' شمالاً وخطوط الطول 6°28' غرباً. أقرب نقطة لها من البر الإفريقي تبعد حوالي 108 كيلومترات فقط، مما يجعلها جزءاً مميزاً ومتميزاً من المملكة الإسبانية.
هذه الجزر الثماني التي تشمل مجموعتين رئيسيتين - الشرقية والغربية - تتمتع بتكوين جيولوجي خاص. أول مجموعة وهي "الجزر الشرقية"، تضم وجهات مثل فويرتفينتورا ولانزاروت بالإضافة إلى ست جزر صغيرة محيطة بهضبة كناري ريدج التي تمتد عبر القاع البحري إلى ارتفاع يصل نحو 1,400 متر فوق سطح الماء. أما الثانية "الجزر الغربية" فتضم كلا من لاغوميرا، لابالما، تينيريفيه، فيرو وغران كناريا والتي تميزتها علويات عالية تجاور القاع البحري بحوالي 1,200 متر.
أما تسميتها الأصلية فقد أثارت الكثير من الجدالات عبر القرون الماضية. رغم الاعتقاد الشعبي الراسخ بأن اسم "الكناري" مشتق من طائر الزيبرا الشهير بهذا الاسم، إلا أن الدراسات التاريخية والإثنولوجية تؤكد أنها مستمدة من المصطلح الروماني "Insula Canaria"، والذي يعني حرفياً "جزيرة الكلاب". وذلك بسبب وجود سلالة كبيرة من الكلاب البرية المحلية التي اعتبرها القدامى رمزا دينيا هاماً.
وعلى الرغم من موقعها الاستراتيجي بالقرب من الصحراء الكبرى فإن جزر الكناري تتمتع بمناخ متفرد وشبه استوائي حيث تكون حرارتها معتدلة نسبيًا طوال العام ولكن مع فروقات بسيطة حسب الموسم. فعند نهاية الصيف، يمكن أن ترتفع درجات حرارة المدن الرئيسية مثل لاس بالماس لتبلغ حوالي 26°مئوية خلال النهار، بينما تنخفض قبل حلول فصل الشتاء لتسجل حوالي 21°مئوية. فيما يتعلق بهطول الأمطار فهو محدود نسبياً ولكنه أكثر كثافة في الأشهر الأخيرة من السنة ثم تزدهر مرة أخرى بداية ديسمبر حتى نوفمبر بسقوط متوسط سنوي للعواصف يصل لنحو ٢٥٠مم في مناطق عديدة لكنها ترتفع بكثير شرق الجزيرة الشمالية للوصول لحاجز ال٧٥٠مم سنوياً! وهكذا تصبح هذه المنتجعات السياحية الصغيرة الواقعة وسط المحيط واحداً من أهم المقاصد الدولية للأشخاص الذين يسعون للاستجمام والراحة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الفريدة والحياة البحرية المذهلة.
