تعد رومانيا واحدة من الجواهر المخفية في أوروبا الشرقية التي تحتضن مزيجاً فريداً من التاريخ الغني والثقافة المتنوعة والمناظر الطبيعية الخلابة. هذه الدولة الواقعة شرق القارة هي موطن لعدد لا يحصى من المعالم السياحية الفريدة والمعالم الأثرية، بالإضافة إلى سكانها المضيافين الذين يرحبون بالزوار بحرارة. دعونا نستكشف بعض جوانب هذا البلد الرائع التي جعلتها مشهورة حول العالم.
أولاً، تعد قلعة براشوف الشهيرة بموقعها الاستراتيجي فوق جبل تميشوارا أحد أكثر المواقع زيارة في البلاد. يعود بناء هذه التحفة الجميلة للعصور الوسطى إلى القرن الرابع عشر وهي تحظى بشهرة عالمية بفضل هندستها المعمارية الفريدة وحكاياتها المرعبة المرتبطة بها. تعتبر دير كوماني المقدس مثال آخر رائع للهندسة الدينية الرومانية القديمة ويحتفظ بتقاليد وتاريخ غامض حتى يومنا هذا.
ثانياً، تتميز رومانيا بطبيعتها الساحرة ومواردها البيئية المتنوعة. تُعرف منطقة كارانسيبر بسحرها البكر وجمالها الطبيعي مما يجعلها وجهة محبوبة لعشاق المغامرات ومحبي المشي لمسافات طويلة واستكشاف المناطق البرية غير المستكشفة. ومن ناحية أخرى، يعد جبل مورين، أعلى نقطة في أوروبا الجنوبية الشرقية، موقع جذب رئيسياً للرياضيين الشجعان وعشاق التزلج خلال فصل الشتاء. كما توفر مياه البحر الأسود الفرصة المثالية لممارسة الرياضات المائية والاسترخاء على شواطئ ساحلية خلابة.
وعلى صعيد الحفاظ على التراث الثقافي، تستضيف رومانيا مجموعة متنوعة من مهرجانات الطعام التقليديا والفولكلور الوطني طوال العام. يدخل الزوار عميقاً داخل روح الشعب الروماني ويتذوقون أطباق مثل "سانجاتاك" المحشو ورنجة كارباتيان الشهيرة أثناء الاحتفالات النابضة بالحياة بالأغاني والأناشيد الفلكلورية التقليدية.
بالإضافة لذلك، يمكن للمهتمين بالموسيقى حضور فعاليات الموسيقى الكلاسيكية المختلفة في جميع أنحاء العاصمة بوخارست وفي المسارح الأخرى المنتشرة عبر البلاد والتي تتضمن مقطوعات لأشهر المؤلفين العالميين وأوركسترا وطنية متمرسة.
وفيما يتعلق بالتاريخ الحديث، كانت رومانيا مركز ثقل الهامة خلال الحرب العالمية الثانية وتمثل متحف الهولوكوست الوطنية التذكارات المؤلمة لتلك الحقبة بينما تقدّم أيضاً نظرة واضحة لحركة المقاومة ضد نظام تشاوشيسكو الدموي سابقاً. شهدت السنوات التالية استقلال البلاد وتحولها نحو الديمقراطية بعد انهيار النظام الشيوعي عام ١٩٨٩ ليبدأ عهد جديد مليء بالإصلاحات الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والنخب السياسية الجديدة الناشئة عنه.
وتشتهر أيضًا باقتصادها الصاعد المدعوم بصناعة التصنيع سريعة التطور وصناعة الخدمات المتنامية - بما فيها تطوير قطاع تكنولوجيات المعلومات مع التركيز بشكل خاص على برمجيات الكمبيوتر وهندسة الاتصالات. وقد أدى انفتاح السوق الأوروبية أمام التجارة الخارجية إلى زيادة فرص العمل وتعزيز تجربة الحياة لسكان المدينة الريفيين والمقيمين ذوي المهارات العملية والعاملين في مجال الأعمال التجارية الصغيرة الحجم والصغيرة جدًا ذات التأثير الكبير حالياً ونسبة نمو مستمرة ومؤشرات اقتصاد إيجابي قريب المنال بإذن الله تعالى. أخيراً وليس آخراً، فإن شعب رومانيا مضياف ولطيف وكريم باستقبال الضيوف ويعكس ذلك جوهر ثقافته الطيبة منذ القدم والذي لن ينسى من قبل مرتادي أرضه وزائريه ممن لديهم رحلة ممتعة ورومنسية ورائعة إلى بلد الثراء الحضاري الظاهر للعيان والحاضر دائماً بالحضور المبجل لقلب كل شخص يسافر إليها وينهل منها وينطلق منها حامل رسالتها إلى الآفاق الرحبة والسماء الواسعِـةِ ..
