تُعتبر مدينة طنجة شمال المغرب جوهرة تراثية فريدة تجمع بين التاريخ العريق والثقافة النابضة بالحياة والمواقع الطبيعية الخلابة. هذه المدينة التي تعود جذورها إلى حضارات قديمة مثل الفينيقيين والرومان، تحتضن اليوم مزيجاً فريداً من التأثيرات الثقافية المتنوعة مما يجعلها وجهة مغناطيسية للسائحين من حول العالم.
موقع استراتيجي وتاريخ طويل
تقع طنجة الاستراتيجية عند مدخل المضيق ذاته، مما منحها أهمية كبيرة عبر القرون. بدءاً من كونها قاعدة للحضارات الفينيقية والرومانية، ثم مرورها بحكم العرب والإسبان والبرتغاليين وغيرها من الدول الأوروبية، ترك كل ذلك بصمات واضحة في هندسة المدينة ومعمارها. أسوار طنجة القديمة شاهدة حية على هذا الماضي المشوب بالأحداث الدرامية والحروب والحفاظ عليه بطابع عصري يعكس الانفتاح الحالي للشعب المغربي نحو مستقبله الواضح بالعولمة والعولمة الثقافية.
الصناعات والتجارة المستدامتان
بالإضافة لتاريخها العريق، تعدّ طنجة واحدة من أهم مراكز التجارة والصناعة بالمملكة المغربية. تصدّر المنتجات المحلية كالمنسوجات والأعمال اليدوية والخزفيات بإبداع وإتقان، بينما يساهم ميناء طنجة الكبير دوراً هاماً بتوفير فرص تسويق واسعة لهذه المنتجات عالمياً. وتمثل خدمات الشحن البحري الرابط الحيوي بين إفريقيا وأوروبا، وهو ما افتخار به السكان المحليين باعتباره رمز استقلال اقتصادي كبير بالنسبة لهم ولشمال المملكة بشكل خاص.
طبيعة خلَّابة ومعالم بارزة
ولا تغفل جماليات الحياة الطبيعية التي تقدمها طنجة بأكثر من مجرد المواقع التجارية والاستراتيجية. يُمثل رأس المنار نقطة مثالية لمشاهدة "مجمع البحار" وتقاطعهما بسلاسة أمام عينيك مباشرةً! هكذا تبدو قوة المياه ملحوظة أكثر بكثير عندما تلمحه شخصياً هناك وسط هدوء الرمال الناعمة والشواطئ المطلة عليها. بالإضافة لذلك يتمتع متحف فنون المغرب بإتقانه لعرض الفنون التقليدية والحديثة جنباً لجنب ضمن فضاء واحد يحكي قصص الشعب خلال رحلات تطوير هوياته المختلفة عبر الوقت. ويذكر أيضا وجود مسجد وصلاة سنة سنونية تدعى "الجهاد"، وكنائس ذات تصميم معماري جذاب مؤثر للغاية بما فيها كنيسة سانت اندروز الشهيرة بجدران رسماتها الملونة ونوافذ زجاجيتها المعقدة التصميم - وهي مثال عملي جميل للتسامح الديني بالسكان المتعدد الأعراق بوطن مفتوح ثقافياً وفنياً وعلمياً أيضاً.
مدن مجاورة ومأكولات شهيرة
وعلى الرغم بأن معظم الحديث هنا دار حول العاصمة الرئيسية نفسها إلا أنه ينصح دائماً بزيارة أصيلة أيضًا؛ إذ تعتبر قرية صغيرة لكن لها خصوصيته الخاصة بها نظرًا لقرب مسافتها نسبياً مقارنة بطنجة وما تحتويه البلاد الأكبر حجماً تحديدا بغذاؤها البحري الخاص الرائع والذي سيترك أثرا لطيفا لدى عشاق الأطعمة البحرية ممن جربوه بالفعل. لذا فإن وصف "مدينة تشتهر..." لم يكن سهلاً لأنه فعلاً حققت شهرتها بكل جوانب حياتها وليس فقط جانب واحد منها وحده يستحق ذكر اسم الموقع له بذلك الوصف المؤكد تمامًا.