مقدونيا، تلك الدولة الواقعة في قلب منطقة البلقان الأوروبية، تتميز بجمال طبيعتها الفريد وعاصمتها الرائعة، سكوبيَه. تُعتبر سكوبيَه مركز الحياة السياسية، الثقافية، والاجتماعية في البلاد، وهي موطن لأكثر من ربع مليون شخص مما يجعلها أكبر مدن مقدونيا.
سكوبيَه، والتي تعرف أيضًا باسم "Скопје" بلغة مقدونيا المحلية، تحتل موقعًا استراتيجيًا في شمال شرق مقدونيا، وتحيط بها سلسلة جبلية خلابة تعكس جمال الطبيعة البركانية الغنية بتنوعها. تغطي المدينة مساحة واسعة تصل إلى 571.46 كيلومتر مربع، ومع ذلك فقد حققت كثافة سكانية عالية تصل لنحو 887 فرد لكل كيلومتر مربع.
على الرغم من كونها واحدة من أصغر عواصم أوروبا من حيث المساحة، إلا أنها تحمل تاريخًا غنيًا يعود لآلاف السنين منذ الفترات الرومانية القديمة حتى الحقبة اليوسلافية الحديثة. اليوم، تعتبر سكوبيَه نقطة جذب للسائحين الذين ينجذبون بقوة نحو تراثها التاريخي وثراء معابدها ومعارض الفن الحديث.
ومن الناحية الإدارية، تعتبر سكوبيَه مقر الحكومة الفيدراليّة للمملكة المقدونية وتضم العديد من الوزارات الحكومية الرئيسية والقصر الرئاسي وبرج الساعة الشهير. كما تشتهر بمبانيها الجميلة مثل كنيسة القديس كليمنت ودروجان وبازيليكا سان كريستوفر ذات التصميم الرومانسكي الفريد.
أما جوهر المدينة فهو حي متروبوليتان نابض بالحياة مليء بالمطاعم والحانات والحياة الليلية الصاخبة بالإضافة للأسواق الملونة والأزقة الضيقة التي تقدم تجربة تسوق فريدة لعشاق التجارة والتراث الشعبي.
ويتمثل الجانب المهم الآخر للعاصمة بشموليتها التعليمية عبر الجامعات والمعاهد المتنوعة بما فيها جامعة سانت كليمنت أوهايدنوفا وجامعة باول كروتوشيفسكي وغيرهما الكثير مما جعل لها سمعة عالمية خارج حدود حدودها الوطنية.
وعلى المستوي البيئي، يخضع مناخ سكوبيَه للتأثيرات القارية المعتدلة المتوسطية نظرًا لقربها من بحر الأدرياتيكي؛ إذ يكون الطقس خلال أشهر الصيف دافئ جدًا وصيف طويل نسبياً فيما يعد الشتاء بارد وخفيف التساقط الثلجي باستمرار بينما يشهد الربيع والخريف تطورات تدريجية للحرارة مما يساهم بشكل كبير في ازدهارتها النباتات المنتشرة حول المدينة .
هذه مجرد نظرة خاطفة لمسقط رأس الإنسانية هذه البلد الآسيوية الصغيرة ولكن المشعة بالأحداث السياسية والفكرية والجسدية ، إنها سكوبيَه ؛ رمز للقوة والتاريخ داخل قلوب شعوب العالم .