التداعيات الاقتصادية المحتملة لوباء كوفيد19 على الصناعات السياحية حول العالم

التعليقات · 1 مشاهدات

لقد ترك انتشار وباء كوفيد-19 تأثيراً بالغاً ومتعدد الأوجه على الاقتصاد العالمي، ولكن واحدًا من أكثر القطاعات تضرراً هو قطاع السياحة. هذا القطاع الذ

  • صاحب المنشور: بثينة الحمودي

    ملخص النقاش:

    لقد ترك انتشار وباء كوفيد-19 تأثيراً بالغاً ومتعدد الأوجه على الاقتصاد العالمي، ولكن واحدًا من أكثر القطاعات تضرراً هو قطاع السياحة. هذا القطاع الذي يعتبر عماد العديد من البلدان اقتصادياً واجتماعياً قد شهد انخفاضا حادا في الحركة السياحية الدولية بسبب القيود المفروضة مثل قيود السفر وإغلاق الحدود والمشاعر العامة من الخوف والحذر. هذه الظروف غير المسبوقة أثرت بشكل كبير على دورة العمل بأكملها - من الفنادق والمطاعم والمرافق الثقافية إلى شركات الطيران والخدمات اللوجستية المرتبطة بها.

على المستوى الدولي، فقد قدرت منظمة السياحة العالمية (UNWTO) خسائر قطاع السياحة بحوالي 320 مليار دولار أمريكي حتى نهاية عام 2020 مقارنة بعام 2019. وقد جاءت أكبر الانخفاضات في المناطق الأكثر شعبية للسياح الدوليين مثل أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا الوسطى. وعلى الرغم من ذلك، فإن التأثير ليس موزعاً بالتساوي بين جميع البلدان أو أنواع الجهات العاملة ضمن قطاع السياحة.

تأثير مباشرة على الشركات الصغيرة:

من المتوقع أن تواجه الشركات الأصغر حجمًا التي تعتمد أساساً على الدخل السياحي تحديات كبيرة. ففي أماكن مثل جزيرة كريت اليونانية حيث تبلغ نسبة العمالة في القطاع السياحي حوالي 48% وفقاً لبيانات عام 2019، يمكن لهذه الضربة القاصمة أن تعني فقدان الكثير من الوظائف وتراجع مستويات المعيشة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، قد تصبح إعادة فتح الأعمال التجارية بعد فترة طويلة من الإغلاق أمراً صعباً نظراً لتآكل رأس المال والاستثمارات اللازمة لإعادة بناء الثقة لدى الزوار المستقبليين.

الاستدامة المالية للبلدان المعتمدة على السياحة:

بعض البلدان معتمدة بشكل شديد على عائدات السياحة لدعم اقتصاداتها. إن التباطؤ الكبير في نشاط السفر والسياحة حاليا يعني نقصا هائلا في إيرادات الدولة مما يؤثر سلبا على الموازنة الحكومية ومعدلات البطالة. ومن الأمثلة الواضحة هنا جزر المالديف والتي تستقبل أكثر من مليون زائر سنوياً وهو ما يشكل جزء كبير جداً من ناتجها المحلي الإجمالي حسب بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لفترة التسعينيات.

العواقب البيئية المحتملة:

يمكن أيضا رصد بعض العواقب المرغوبة بيئياً نتيجة للتوقف المؤقت للنشاط البشري بهذا القدر الهائل في مناطق مختلفة حول الكوكب. فعلى سبيل المثال، تم تسجيل تحسن ملحوظ بجودة الهواء وانخفاض نسب ثاني أكسيد الكربون أثناء حالة الإغلاقات الناجمة عن الوباء. إلا أنه عند النظر للأمام نحو مرحلة التعافي والتجديد المتوقعة عقب انتهاء الجائحة، هناك حاجة لمناقشة كيفية تحقيق نمو مستدام لسياحة 'بعد جائحة كورونا'.

نظرة مستقبلية:

بالنظر للمستقبل، يبدو واضحا أن قطاع السياحة سيحتاج وقت لاستعادة زخم ما كان عليه سابقاً قبل ظهور الفيروس. لكن رغم كل العقبات الحالية، يوجد أيضًا فرص للإبداع والتكيف داخل القطاع نفسه وكذلك خارج حدوده التقليدية. وقد تشهد الفترة المقبلة زيادة الرغبة بالسياحة الداخلية والخارجية الأقرب جغرافيا لتحقيق السلامة الشخصية وضمان توفر الخدمات الأساسية بطريقة أفضل.

التعليقات