قصر الحمراء: تاريخه وموقعه الجذاب في غرناطة، إسبانيا

التعليقات · 1 مشاهدات

يقع قصر الحمراء التاريخي في مدينتي غرناطة الجميلة بإسبانيا، وهو معلم بارز يجذب ملايين السياح كل عام. يمتد هذا القصر العريق على قمة تلة تدعى "السبيكة"،

يقع قصر الحمراء التاريخي في مدينتي غرناطة الجميلة بإسبانيا، وهو معلم بارز يجذب ملايين السياح كل عام. يمتد هذا القصر العريق على قمة تلة تدعى "السبيكة"، مما يمنحه موقعًا استراتيجيًا مذهلاً يوفر مناظر خلابة لمدنية غرناطة والبساتين الخضراء المحيطة بها. يتميز الموقع أيضًا بجدار محيطي غير متماثل يحيط بالقصر من ثلاث اتجاهات - شمالًا بواسطة نهر دارو، وجنوبًا بواسطة وادٍ صغير يدعى السبيكة نفسه، وشرقًا بموازاة شارع كوستا ديل ريو تشيكو، والذي يشكل الحدود الطبيعية بين الأحياء المحلية المجاورة لقصر الحمراء.

بدأ بناء هذا العمل الهندسي الرائع في العام 1238 ميلادية وتم الانتهاء منه بشكل كبير بحلول سنة 1358 ميلادية أثناء حكم الدولة المرينية للنصارى بزعامة السلطان أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن نصر الدين الأحمر. شهد التصميم الداخلي للقصر تطورا ملحوظًا خلال فترة حكم يوسف الأول الذي زين جوانبه الداخلية بفرادة الديكور الإسلامي.

بعد سقوط المملكة الإسلامية في غرناطة عام 1492 ميلادية وانتقال الحكم لإسبانيا، تعرض قصر الحمراء للتدمير والتخريب المتعدد على مر القرون التالية. أجبر ملك إسبانيا الملك كارلوس الخامس على إعادة بنائه وفق الطراز الأوروبي الحديث، لكن ذلك لم يكن بدون تكلفة، إذ تضررت العديد من المعالم الأصلية نتيجة لذلك التحويلات والإصلاحات القسرية. حتى أنه تعرض للضرر مرة أخرى بسبب الأعمال الحربية خلال الحرب ضد فرنسا سنة 1812ميلادية ثم تبعها هزة أرضية دمرت المزيد منها. ورغم تلك المصائب، حافظت جهود ترميمه المستمرة منذ القرن الثامن عشر بما فيها عمل مهندسي معمار مثل خوسيه كونتريراس وفريقه الوراثي بعد موتهم على سلامتها العامة حتى يومنا الحالي.

أما بالنسبة لاسمه فهو مصدر دهشة عند الكثير ممن لا يعرفونه جيدًا؛ حيث يعود سبب تسميته إلى ظاهرة ألوان مبانيه المختلفة حسب وقت اليوم وظروف الرؤية. فتبدو الجدران والأبراج الصفراء البرونزية عندما ترى تحت أشعة النهار ولكن تأخذ عليها جانب فضي لامع تحت نور الليل البارد! مما جعل البعض يستدل عليه بأنه قد بني فعلا وسط لهيب شعلة النار. وبشكل أدق هناك تفسيرات تاريخية تقليدية مفادها أنها نشأت لأسباب دفاعية عسكرية أثناء الفتنة العربية للإشارة بأن قلعتها والحصون حولها موجودة فوق الأرض تمامًا كالعنقاء اللامعة التي تتحدى الظلال والمخاطر حولها. إنها حقا واحدة من عجائب العالم القديم التي ما تزال قائمة قائمةً شاهدةً على عظماء الماضي وروائع فن العمارة عبر العصور المتعددة والثقافات المتناقضة!

التعليقات