تعد بروكسل العاصمة الحقيقية لبلاد بلجيكا، بالإضافة لكونها المركز السياسي والاقتصادي الرئيسي للبلاد. برزت هذه المدينة لتلعب دورًا محوريًّا داخل الاتحاد الأوروبي أيضًا؛ إذ يضم معظم المؤسسات الحكومية والأوروبية بداخل حدودها، بما يشمل البرلمان والحكومة ومقر المفوضية الأوروبية. تُغطِّي مساحتها حوالي ثلاثين كيلومتراً مربعاً فقط، بينما يفوق تعداد سكانها المليون ساكن وفق آخر التعدادات السكانية المسجلة مؤخرًا.
تنقسم بروكسل عمومًا إلى ثمانية أحياء رئيسية كلٌّ لها طابع خاص ومعالم بارزة تعكس تاريخ المنطقة وثقافتها الغنية. ومن أشهر تلك الأحياء "غراند بلايس"، والذي يُعَدُّ أحد أكثر المواقع زيارة للسائحين نظرًا لما يحتويه من آثار هامة مثل كنيسة سان مايكل الشهيرة وشركة البلديات المهيبة. أما بالنسبة لمبنى ذائع الصيت فهو قطعا "الأتوميام"، وهو إحدى علاماته التجارية الجاذبة للأنظار منذ افتتاحه خلال معرض برلين العالمي سنة 1958 ميلاديَّة. وعلى الرغم من أنه كان مخطط عدم الإبقاء عليه عقب انتهاء الحدث، إلَّا إنه أصبح لاحقا رمزا مميزًا لهذه المدينه متعدد الثقافات.
لا تخلو الحياة الاجتماعية في بروكسل كذلك من مظاهر الفنون المختلفة فتنتشر بها مجموعة متنوِّعة من المسارح والمراكز الثقافية ذات الشهرة العالمية. وفي مقدمتها يأتي مسرح ديل موني الفرنسي المحبوب وعروض الأوبرا المستمرة هناك، فضلاً عن كون البلدة مصنع الأفلام المتحرك الأكثر شهرة حول العالم مما أكسب مجالا رسومات الكارتون مكانة باذخة لدى جمهور المشاهدين عبر شبكات التواصل الاجتماعي المحلية والدولية.
وتعتمد قوة الاقتصاد البروزيلي بشكل كبيرعلى تصنيع السيارات الحديثة خصوصا موديلات فولكس واجن الألمانية الأصل والتي اشتهرت ببراعة التصميم والجودة العالية بين عشاق الرشاقة الرياضية الحديثة. ولم تجنِ المدينة مكاسب مادية فحسب وإنما حازت أيضا عضوية نادٍ خاص لإرسائها روابط توأمة تجمعها بكل من أتلاتنا الأمريكية وكيف الأوكرانية وبكين الصينيات وهو دليل واضح لقوة نفوذها السياسي والعلمي واتساع رقعة تأثيرها النبيل خارج الحدود الوطني لأوطانهم الأم .
