تُعدُّ السودان دولة كبيرة تمتد عبر جنوب الصحراء الكبرى، مما جعل لها مكانة فريدَة بين دول افريقيا والعالم العربي أيضًا. تحدَّها جيبوتي والصومال وكينيا وأثيوبيا وجنوب السودان بدول كردفان ونهر عطبرة، فيما تطال حدودها أيضاً بحيرة تشاد نحو الشمال الشرقي لتشترك بذلكمع ليبيا بمقاطعتَي طرابلس وبَنْجادِرْ ,ثم تنتهي تلك الحدود قرب الحدود المصرية على ساحل البحر الأحمر . ويعتبر هذا الموقع الاستراتيجي أحد عوامل تميز البلاد اقتصادياً وثقافياً وحضارياً كونها تجسد خليطاً فريداً من الثقافتَين الافريقية والعربية وسط ممرات تجارية رئيسية تربط شرق وغرب قارَّتنا الأمrica.
ومن المفاهيم الخاطئة المنتشرة بشدة حول السودان الاعتقاد بأنه جزءٌ أساسي من شمال أفريقيا وهو الوصف غير الدقيق نظراً لموقعه الواقع تمامًا بالقسم المركزي لقارة أفريقيا والتي يصل طول خط عرضها الثاني عشر درجة خلال ولاية الجزيرة بينما تمر سلسلتها الحديدية الواحدة والأربعون درحةً فوق مناطق دارفور ووادي حلفا الشمالية التي تعد أول مدخل لنهر النيل الآسيوي قبل انخفاض معدلها ليصبح تسعة وعشرين درجة شماليًا باتجاه دوائر العرض المتجهة ناحيتي جبل مرة & القضارف شرقي البلاد.
وقد جاء تسميتها "السود" لأن سكانها آنذاك كانوا سود البشرة مُستمدين لقبتهم من ثرواتها الطبيعية خاصة موارد المعادن كالحديد والذهب والمعادن الأخرى المختلفة مما أكسب المنطقة مزايا كثيفة أثرت لاحقا بناء حضارات عظيمة مثل الحضارة النوبية القديمة والحضارة الفكرانية وحتى تاريخ المملكة الفرعونية الأخيرة عندما كانت تعرف باسم "كناب". ومع مرور الزمن تطورت مفردات المصطلح مستخدماً للإشارة لأصحاب الهيئة المؤبدة -كما يقول بعض المُؤرخين-.
وتشتهر جغرافياً بطول حدود برية ثلاث آلاف وستمائة ميل كإحدى الأكبر عالمنوياً لكن أغلبية الخطوط البرية لهذه المساحة الضخمة محاذية لجبال غربي بحر الروم(البحر الاحمر). وفي المقابل تضيق اتساع رقعة الأرض قليلا باتجاه الشمال مكونة شريط ضيق جدا يقارب خمس وخمسين ميلاً فقط موازاة لنهر سيبه حتى الوصول لمنطقة دنقلا ثم يحصر المنظر بعد ذلك بجبل عرفات الطويل وما بجانبه من مدن كتلك الخاصة بنهر الفاضل وآخرى تعود لاسرة الملك أحمد باشا عثمان باشا باشمبرية ترجع للعصور الإسلامية الاولى. وقد ساعد توافر موطن متعدد المناخات والسلالات البشرية بتنوع بيئاته البيولوجية الغنية بتراث متنوع ومتكامل يشهد عليه وجود أكثر من ثلاثمئة قبيلة مختلفة الأعراق داخل المشروع المجتمعي الواحد رغم اختلاف أجناسهم ولغاتهم وديناهم الأصلية ،حيث وصل تعداد أهلها حسب آخر تعداد رسمي ما يقارب الأربعون مليونا نسمة معظمهم مسلمون ويسكن نصف الشعب الريف ويتحدث باقي الناس العاميون عدة لهجات محلية ابرزها الفصحىالعربية والنوبية والفورانية وغيرهما كثير فضلاًعن لوحات حضارية بارزة منها الفن الشعبي التقليديالذي يعكس بصمت عميقة للتاريخ الإنساني لشعب اصبح يعرف اليوم بإسم \"الإنسان القديم\".