تُعدّ الدنمارك إحدى الدول الاسكندنافية الواقعة شمال أوروبا، وهي معروفة بتاريخها الغني وتقاليدها الفريدة ومجتمعها المتقدم. تُحيط بها بحر الشمال شرقاً وبحر البلطيق جنوباً والنرويج غرباً وفي الجنوب الغربي ألمانيا وسويسرا وليختنشتاين عبر مضيق غوتلاند والبحر البلطيق. ويرجع تاريخ وجود الإنسان فيها إلى العصر الحجري القديم حيث عثرت الاكتشافات الأثرية على أدوات حجرية تعود لآلاف السنين. خلال العصور الوسطى أصبحت قاعدة نفوذ للمملكة المسيحية التي أسسها ملك دنماركي يدعى هارولد بلوتوكسن عام 965 م والتي امتدت فيما بعد لتشمل النرويج واسكتلندا وإنجلترا تحت حكم قادة موحدين. وفي القرن العشرين استقلت البلاد رسمياً قبل الحرب العالمية الثانية وانضمَّت لاحقا لحلف الأطلسي وللاتحاد الأوروبي في التسعينيات مما ساعد اقتصاد الدولة وهو رابع أعلى دخل للفرد بين دول الاتحاد الأوروبي حسب تقديرات صندوق النقد الدولي لسنة ٢٠٢١ .
تتميز جغرافياً بموقعها الاستراتيجي على بحر الشمال؛ ما جعل لها أهمية تجارية بحكم سيطرتها على طرق التجارة البحرية القديمة منذ القدم بالإضافة لنشاط الصيد البحري التقليدي والذي يمثل مورد رزق مهم للسكان المحليين. كما تتمتع الطبيعة الخلابة بتنوع تضاريسها وشواطئ ساحلية رائعة تشكل متنفسا سياحيا جذابا لكل محبي الرياضات البرية والبحرية كالسباحة والتزلج بالثلوج وصيد الأسماك وغيرها الكثير. بينما توفر العاصمة كوبنهاجن وجهة ثقافية نابضة بالحياة تجمع الفنون والمعارض والمهرجانات الموسيقية الشهيرة مثل مهرجان ROSKILDE FOLKEMUSIKFESTIVAL السنوي المنعقد داخل مدينة روزكيلد الواقعة بالقرب من العاصمة ويشارك فيه فنانون مشهورون عالميًا ومن مختلف الثقافات حول العالم بما يغذي المشهد الفني المحلي بشكل كبير ويعكس مدى اعتزاز المجتمع الدانمركي بثرائه الثقافي المتعدد الروافد والمتجدد دائماً. لذلك فإن رؤية هذا البلد ليست مجرد بلد صغير شمالي بطبيعته فقط ولكن أيضا كيان متكامل يشبه قطعة مجوهرات ثمينة تحمل بداخلها كنزا ثمينا للأصول الإنسانية والقيم الاجتماعية النبيلة وظاهرة حضارية فريدة تستحق الزيارة والاستكشاف أكثر فأكثر!
