تُعدّ المدينة المنورة، التي تعرف أيضًا باسم "طيبة"، ثاني أقدس المدن بالنسبة للمسلمين بعد مكة المكرمة. وتقع هذه المدينة العزيزة شمال غرب شبه الجزيرة العربية، تحديدًا في المملكة العربية السعودية. تتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي بين سلسلة جبل عرفة وساحل البحر الأحمر، مما جعل منها نقطة وصل مهمة عبر التاريخ.
تاريخيًا، تعتبر المدينة المنورة مركزًا هامًا للإسلام لما تحويه من معالم مقدسة مثل مسجد قباء ومسجد القبلتين ومسجد الفتح وغيرها الكثير. وفي عام 622 ميلادي، بدأت الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وهو الحدث الذي يمثل بداية التقويم الإسلامي المعروف بالتاريخ الهجري. منذ ذلك الحين، ظلت المدينة رمزاً للدين والثقافة الإسلامية ولعبت دوراً بارزاً في نشر الدعوة الإسلامية حول العالم.
بالنسبة لموقعها الجغرافي الحالي، فإن المدينة المنورة تبعد حوالي 415 كيلومتراً شرقي جدة، وتحيط بها هضاب ومروج خضراء خصبة تُعرف محلياً باسم "النخيل". هذا الموقع الطبيعي الجمالي يعكس الوصف القرآني لها بأنها "بستان ذات نخيل وأعناب".
بالإضافة إلى أهميتها الدينية والتاريخية، تعد المدينة المنورة اليوم وجهة سياحية مشهورة بسبب تاريخها العريق ومعالمها الأثرية. تمتاز بشوارعها الضيقة القديمة وعمرانها التقليدي الفريد والذي يحافظ على تراث المنطقة الثقافي والحضاري. حالياً، تحتل المدينة مكانة فريدة كواحدة من مدن الحج العالمية الثلاثة الرئيسية وهي وجهة يحج إليها المسلمون من مختلف أنحاء العالم طوال العام.