تعرف على جدار برلين: تاريخ مثير وتحرر لمستقبل ألمانيا الموحد

التعليقات · 0 مشاهدات

جدار برلين، ذلك الرمز التاريخي للتوترات الدولية التي كانت سائدة خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، يمثل صفحة مظلمة من الماضي لكنها تحمل دروساً م

جدار برلين، ذلك الرمز التاريخي للتوترات الدولية التي كانت سائدة خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، يمثل صفحة مظلمة من الماضي لكنها تحمل دروساً مهمة حول القوة التي يتمتع بها الإنسان عندما يسعى لتحقيق الحرية والكرامة.

تم تشييده بشكل غير متوقع في ليل 12-13 أغسطس عام ١٩٦١، وكان هدفه الرئيسي هو الحد من الهجرة الجماعية من شرق ألمانيا نحو غربها والتي زادت بصورة هائلة منذ انتهاء الحرب مباشرةً. فقد غادر حوالي ٢٫٥ مليون ألماني أرض الوطن بحثًا عن حياة أكثر حرية وأمانًا هناك.

كان "نيكيتا خروتشوف"، زعيم الاتحاد السوفييتي آنذاك، يقود حملة قمع ضد الأفراد الذين سعوا للهروب من النظام الشيوعي المتسلط. قامت الحكومة الألمانية الشرقية تحت توجيهاته ببناء سور مكون أساسًا من الأسلاك الشائكة ثم استبدلته فيما بعد بحاجز مادي ثابت وهو عبارة عن جدار خرساني عالي الارتفاع يؤكد حدود الدولة الجديدة الصعبة والمغلقة.

لم يكن تصميم هذا الجدار مجرد مانع بدني فقط؛ بل أيضًا نظام دفاع شامل يشمل شبكة كهرباء عالية الجهد وسلاسل مراقبة محكمة ومواقع قيادة مسلحة بطلقات نارية. لقد تحولت المدينة المحبوبة ذات يوم -التي رأت ولادة الثورات والمظاهرات ضد الحكم النازي سابقاً- الآن إلى قسمين مغلقين بشدة مفصولين بواسطة خط طويل من الموت والسجن بالنسبة لأولئك الذين حاولوا عبوره بدون تصريح مناسب.

لكن المجتمع الإنساني لن يسمح لهذه الحالة أن تستمر لفترة طويلة. إذ جاء اليوم الذي انهار فيه الجدار أخيرا ودون مقاومة كبيرة. حدث ذلك في مساء الجمعة السوداء الشهيرة بتاريخ التسعينيات وحوالي الساعة الخامسة عصرًا تحديدًا وفي ظروف غامضة حتى الأن بشأن مدى التخطيط لها والتخطيط لها وجدت نفسها أمام موجة بشرية ضخمة تسعى لكسر الطوق المفروض عليها واستعادة حق الاختيار الشخصي للسفر والإقامة بغض النظر عن الانتماء السياسي لكل منطقة. هنا تبدأ المساحة المشتركة مرة أخرى خلف تلك العقبات الثقيلة لتوجيه رسالة واضحة للإنسان بأن روح البشر هي الأقوى مهما بلغت قوة الظلم المصمم لإيقاف تقدمهم الطبيعي للأمام نحو مستقبل أفضل وأكثر عدلاً وإنسانية.

التعليقات