في رحلتنا عبر الزمن والمكان لتعريف أكبر المعابد في العالم، نستعرض مجموعة متنوعة من الآثار التاريخية التي تعكس تنوع وثراء الإنسان عبر العصور.

أولاً, يوجد معبد بعلبك الشهير الواقع في منطقة بعلبك الواقعة في الشمال الشرقي من لبنان. بدأ بناء هذا المعبد قبل أكثر من ألف سنة تحت رعاية الأمبراطوريات الرومانية، وهو الآن يعد واحد من أشهر المواقع الأثرية في المنطقة. رغم الأوقات الصعبة التي مر بها والتي أدت لتلف جزء كبير منه، إلا أن ما تبقى يشهد عظمة الفن والعمارة الرومانية.

ثانياً، يأتي معبد المسيح المخلص في موسكو ضمن قائمة أكبر المعابد. بنيت هذه الكنيسة المهيبة كرمز للنصر ضد الغزو الفرنسي لنابليون بونابرت. لكن، مثل العديد من المباني الدينية الأخرى خلال تلك الفترة المضطربة تاريخياً، تعرضت للتدمير الجزئي بإرادة سياسية. وحصلت الكنيسة الأرثوذكسية لاحقاً على إذن لإعادة بنائه باستخدام مواد حديثة للحفاظ على روح التصميم الأصلي.

معبد القديس سافا، الأكبر بين جميع الكنائس الأرثوذكسية العالمية، يستحق أيضاً مكاناً هاماً في قائمتنا. بدأ العمل بهذا الهيكل الديني الضخم - والذي يعرف أيضا باسم الكاتدرائية بسبب حجمه الكبير – منذ العام 1985 وتتميز تصميماته الداخلية الفريدة بتعاليم الدين الإسلامي التقليدية.

بالانتقال نحو نصف الكرة الجنوبي، يصلنا صوت عبادة الطبيعة في أمريكا المركزية بمزار تيكال الجميل. هنا يمكنك رؤية "هرم الرابع"، أعلى برج معدني موجود داخل المدينة المطمورة، الذي يصل ارتفاعه إلى 72 متراً فوق أرض تيغوالدويل.

ثم يأخذنا المسار جنوباً مرة أخرى نحو آسيا حيث نهبط في مدينة أحمد آباد الجميلة في ولاية غوجارات بشمال الهند. هناك يمكن زيارة معبد اكشاردام، وهو أحد أكبر المنشآت المتكاملة ذات الصلة بالسنسكريتية والثقافة الهندية بشكل خاص. يتميز هذا الصرح الرائع بجدرانه المصنوعة من الرخام الأحمر الناعم وارتفاعه الهائل الذي يزيد عن 40 متراً.

وإذا واصلنا استكشاف القارة الصفراء سوف نتوقف عند إحدى عجائب العمارة البوذية العالمية: بورودور الرائع بالإندونيسيا. كان بناءه عملية طويلة وشاقة لمدة تقارب السبعين عاما وتم الانتهاء منها بتجميع مليوني كتلة حجرية فردية مما يعطي الانطباع بأن المشروع ليس مجرد مركز عبادة بل تحفة هندسية فنية عظيمة حقاً!

وأخيراً وليس آخراً، فإن ذكر ذكر معبد الكرنك بالأقصر مصر أمر ضروري للغاية لأنه بلا شك واحداً من أشهر وآسر مواقع السياحة الدينية بالعالم برغم عدم احتلاله المرتبة الأولى بالحجم فقط نظرًا لحجمه المتواضع نسبيا ومقارنة بالمباني السابق ذكرهما ومع ذلك فهو الأكثر شهرة وغنى بتاريخه وحضارته الفرعونية القديمة . كما تعتبر قاعة الأعمدة الرئيسية واحدة من أكبر قاعات الاعمدة المفتوحة داخل الموقع الذي يحظى باعتباره رمز حي للإنجازات المصرية القديمة وما تزال تخطف الأنفاس حتى اليوم لكل زائر لها بكل تألق وروعة !

أتمنى أن تكون هذه الرحلة عبر مختلف أصقاع الأرض ملهمة بما يكفي لتنوير فهمك أكثر حول تعدد أشكال العقائد والمعتقدات البشرية وكيف أنها تطورت وصقلت حضارتنا الإنسانية عبر القرون المختلفة لتترك لنا تراثاً أثرياً ثريا ونادراً جدّا تستطيع الاستمتاع ورؤية دلائل وجوده عمليا أثناء التنقل جسدياً عبر صفحات الماضي المحفوظة حاليًا بصفحات الحاضر المتغيرة باستمرار