بين يدينا قصة عظيمة لأمية نادر ذكرها التاريخ العبري والصحيح.
آسية، زوجة فرعون الشهيرة، هي واحدة من أهم الأمثلة على قوة الإيمان والتصميم المحتمَلين حتى تحت أصعب الظروف.
رغم عدم توفر الكثير من التفاصيل المؤكدة حول حياتها الدقيقة، فإن القرآن الكريم والسنة النبوية يشيران إلى دور مهم لها.
وفقاً لهذه الأدلة الإسلامية، كانت آسية تمارس دينها سرا بعيداً عن مرأى فرعون وأتباعه.
عندما طلبت بيتا في الجنة وحمايةً من اضطهاد فرعون في الآية "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ"، فقد عبرت عن ثقل التحديات التي تواجهها كمؤمنة مخفية.
وتشير الروايات الأخرى إلى مكانة عالية حصلت عليها آسية بين صفوف النساء اللواتي عاشرن قبل ظهور الإسلام.
حسب الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضوان الله عليه، وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم، تعرف هذه النساء الأربع كأعلى مرتبة بين نساء زمانها: آسية بنت مزاحم، زوجة فرعون؛ ومريم بنت عمران؛ وخديجة بنت خويلد؛ وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها جميعهم.
كما سلط الحديث الضوء أيضاً على اختيار آسية للإيمان والقيم الأخلاقية فوق السلطة والممتلكات الزائلة.
حيث أكدت دراسة الحفاظ ابن حجر رحمه الله على براعتها الفريدة وقوة حكمها بأنفسها في قراراتها الحاسمة خلال فترة حكم فرعون.
وفي النهاية، تبقى آسية رمزاً للسيدة المسيحية الفذة والشخصية المثالية للمرأة المسلمة التي نجحت في تحقيق هدفها الأعظم وهو خدمة الخالق عز وجل مهما كانت العقبات.