على مشارف مدينة دبي الجميلة، شامخاً كرمز للأفق الحديث، يرتفع "برج خليفة"، الأعلى بين ناطحات السحاب حول العالم، ليقدم تجربة فريدة لما يعنيه المهارة الهندسية والإبداع البشري. هذا الصرح الخلاب ليس مجرد بناية؛ بل هو تحفة معمارية تعكس مدى تقدم البشرية وتطورها. فيما يلي نظرة أكثر شمولية على بعض الحقائق المذهلة خلف هذا الجسر الراقي الذي يصل إلى السماء.
تم تصميم برج خليفة ليمنح زواره فرصة استثنائية لرؤية جمال الإمارات العربية المتحدة بشكل مختلف. إذ يمكن للسائح الوقوف على شرفته الشهيرة في الطابق 124 والاستمتاع بإطلالة خلابة لمسافة تقدر بنحو 95 كيلومتراً. ومع ذلك، فإن ارتفاع البرج نفسه يفوق الوصف. فقد بلغ مستوى الضخ النهائي للإسمنت حوالي 605 أمتار، وهي علامة بارزة لم تعد قابلة للتظليل حتى اليوم. بالإضافة لذلك، يعد برج خليفة موطن لأكثر من 5,000 غرفة فندقية راقية وأخرى مخصصة للمكاتب والشقق السكنية، مما يعزز دوره الحيوي كمركز رئيسي لكل ما يتعلق بالإقامة والتجارة والسكن.
وتكشف التفاصيل الدقيقة للهندسة المتعلقة بهذا المشروع العملاق عن قدرة مذهلة للإنسان على تحدي الطبيعة بكفاءة مهولة. فعلى سبيل المثال، تمثل الرحلات القصيرة لكن الرائعة داخل المبنى باستخدام مصعد الخدمة الرئيسية في برج خليفة دليلاً واضحاً على قدرتها المتناهية. فهي قادرة على الانتقال بسرعات عالية جداً لتغطي مسافات كبيرة للغاية. وفي طريق عودتهم أدناه، تستطيع هذه المصاعد حمل حمولات ثقيلة تصل وزنتها المجمعة إلى نحو 5500 كيلوجراماً، وهي مهمة غاية في التعقيد لمشاريع أخرى مشابهة الحجم والكبر.
وفيما يتعلق بعمليات التركيب والتشييد، كان هناك اعتماد كبير على المواد الحديثة والعالية التقنية لإنجاز المهمة الضخمة. كما يشهد التصميم الخارجي للجسم الرئيسي ومساكن برج خليفة الملحقة عليهما على روعة الفنون المستوحاة من الثقافة المحلية والمعاصرة والتي تفوقت في توظيف ألوان وأنواع مختلفة من مواد التشطيب مثل الستايروفوم وغيره ممن ساعدوها لتحقيق الانسيابيات المثيرة للدهشة بكل المقاييس. وبالتالي كانت نتيجته النهائية هي لوحة فنية متجانسة تغلف كل جانب منه بحركة طبيعية ساحرة مستمدة مباشرة من البيئة البيضاء الناصعة المحيطة به ولون سمائه الزرقاء الهادئة بلا حدود عمليا!
وعن الجانب الآخر المرتبط باستدامة الطاقة وخفض تكاليف الكهرباء والحفاظ عليها بطرق مبتكرة وصديقة للبيئة، فقد حققت شركة تطوير برج خليفة نجاحا باهرا أيضا وذلك بخلق نظام شامل واستراتيجي لاستخدام مياه الأمطار ومياه التکندوسر المنتجة أثناء تشغيل وحداتها المكيفة بمبادئ بسيطة غير مكلفة والتي تأخذ شكل حاويات تخزين واسعة لنقل تلك الكميات نحو مناطق واحات متنوعة أسفل المنطقة العامة المنخفضة الخاصة بها حيث تقوم بتزويد نخيلها وشجيراتها الصغيرة بذلك الماء المعاد تدويره مجددا للاستفادة القصوى القصوى منه دون تفريط مطلق ولا نقصان واضح لحظة واحدة طوال وقت مدار الصيف الحار جدّا دورياً سنوياً ! ويؤكد وجود شبكة نقل مغلقة وعالية المرونة تضمن سلامة كل قطرة نقية حرفيًا نقلا مباشرا إليها للحفاظ بدورها بدورهم الثامن العام الحالي أيضًا.
ومن جهة ثالثــة ، يُمكن اعتبار الجزء الواقع خارج منطقة الهيكل الرئيس نفسه مؤشر سلبي آخر لصالح بيئيه ايجابي بصورة عامة بالنسبة لباقي المدن الأخرى المجاوره امـام منافسه؛ نظرآ لقربه الشديد من أحد اشهر وجهات الترفيه العالمي برأس الأنف: نافورات دبي.. نعم إنها كذلك! لقد حرص مخططو مشروع "نافورة دبي" منذ البداية علي اختيار مكان مناسب بالقرب من محيطه الأخضر الصغير قبالتمدينه/مدينه /الأبراجه برفعه باتجاه الآفاق القريبة كأنها مرآه للعالم القديم عاكسا فيها صوره رونقه الخاص قبل قرون مضت حينما شهد انتشار حضاره الشرق الاوسط القديمة ذات التاريخ العريق والذي مازلت آثاره تؤثر تأثير جماليا جماليا انتشرت آثار انبعاثاته الرشيقة شرق وغرب شرق وغرب بما يحكي قصة إنطلاق نهضة جديدة من جديد وسط الصحراء العربيّة .
وبذلك يتميز ""برج خليفة"" بأنه ليست مجرد بناء شاهق فوق سطح المدينة فقط ولكن ايضا عمل فني متكامل ومتعدد الطبقات يمزج بين عبقرية الإنسان والقوة الطبيعية لسحر الحياة العملية الجديدة الصاعده الآن بينما نحن نتابع مراحل نموه عام بعد عام دون مللٍ او توقفات قصيرة ولو تراكمية قليلاً لدينا يوميا .... فنحن هنا أمام واحد مِنْ أجمل وأروع الاعمال التي صنعها الإنسان !!