تقع مدينة فاس شمال المغرب وهي واحدة من أقدم المدن التي ما زالت قائمة حتى اليوم. تعود جذورها إلى القرن الثامن الميلادي عندما أسس إدريس الأزهر مدينة إزار بعد هجرته الأولى من المدينة المنورة. ومع مرور الوقت، تطورت هذه البدايات لتكون مركزاً ثقافياً ودينياً هاماً في العالم الإسلامي.
تشتهر المدينة بمزيجها الفريد بين العمارة الإسلامية التقليدية والحياة الحديثة النابضة بالحياة. تضم العديد من المواقع التاريخية والمعالم الثقافية التي تمثل تنوع حضارات مختلفة عبر الزمن. تشمل أهم معالم فاس الجامع الكبير (القيرواني)، جامعة القرويين -أول جامعة في العالم حسب بعض المؤرخين- وسور المدينة القديم الذي يعكس تاريخ المدينة الحربي والدفاعي.
بالإضافة لذلك، تحتفظ فاس بتاريخ غني في صناعة الروائح والعطور، حيث يعتبر سوق الصباغيين واحداً من أكثر الأسواق شهرة وجمالا ليس فقط لفاس ولكن لكل المغرب العربي. هذا السوق الغامض والمكتظ بالمحلات الصغيرة المتخصصة في تجارة الورق والنباتات الطبيعية والأدوات المستخدمة لصنع العطور المختلفة.
كما تقدم المدينة مجموعة واسعة ومتنوعة من الفنون اليدوية مثل الخوص والخزف والسجاد والفخار وغيرها مما يجسد حرفيتها التقليدية والإبداع الشعبي. أيضاً، تعتبر فاس موطن للعديد من المدارس الدينية والأدبية القديمة والتي كانت دوراً رئيسياً في نشر التعليم والثقافة العربية والإسلامية عبر القرون.
في النهاية، فإن زيارة مدينة فاس ليست مجرد رحلة سياحية، بل هي فرصة لاستكشاف العمق التاريخي للأمة المغربية وثقافتها العميقة والتواصل مع جو المجتمع المحلي الأصيل.