مدينة مشهد: قلب الثراء التاريخي والثقافي لإيران

التعليقات · 2 مشاهدات

مدينة مشهد، الواقعة في شمال شرق إيران، تحمل تاريخًا غنيًا يعود لألاف السنين. تعتبر هذه المدينة العريقة العاصمة لولاية خراسان رضوي، وهي محور النشاط الا

مدينة مشهد، الواقعة في شمال شرق إيران، تحمل تاريخًا غنيًا يعود لألاف السنين. تعتبر هذه المدينة العريقة العاصمة لولاية خراسان رضوي، وهي محور النشاط الاقتصادي نظرًا لتطورها الكبير في مجالات التصنيع المختلفة مثل إنتاج السجاد الفاخر والسلع الغذائية المتنوعة. ولكن أهميتها تتخطى الجانب الاقتصادي لتصل إلى بعد روحي عميق؛ فمشهد تعد ملاذًا للحجاج المسلمون الذين يأتون إليها زيارة ضريح الإمام علي بن موسى الرضا، أحد أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يعرف محليا بـ "سناباد". وقد تعرضت المدينة عبر العصور لهجمات عديدة من قبل القبائل الغازية بما فيها الاتراك الأوغوز والمغول خلال القرون الوسطى، ولكنها استعادت استقلالها مرة أخرى أواسط القرن الرابع عشر.

تتمتع مشهد بموقع جغرافي فريد عند خط عرض 36.32 درجة شمالاً وخط طول 59.57 درجة شرقاً، وترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 1003 أمتار مما ينتج عنها طقس بارد نسبيا خلال أشهر الشتاء المعتدل نسبيًا وخريف رقيق وصيف شديد الحرارة مع درجات رطوبة متفاوتة (30٪ في الصيف مقابل 75٪ في الشتاء). وهذه الظروف المناخية تعكس نفسها بشكل واضح على الحياة النباتية المحلية والتي تتميز بتنوع كبير بسبب توافر المياه الجوفية والمعادن المفيدة للأراضي الزراعية المنتشرة حول المدينة. وفي الواقع فإن كمية الأمطار السنوية البالغة نحو ٢٥٠ ملم توفر بيئة مثالية لنباتات الصحراء التي تزدهر فيها بغزارة.

إن تنوع المجتمع السكاني لمشهد أمر يستحق التأمل حقا. فهناك العديد من الأعراق التي تسكن تلك الأرض منذ القدم بدءا بالفارسيين وانتهاء بالأكراد مروراً بالمجموعات الأخرى مثل البلوش والداري والإزبك وغيرها الكثير. ومع ذلك فإن أغلبية السكان هم من الفرس يليهم مباشرة التركمين ثم الأكراد ثم الأفغان حسب الترتيب التسلسلي للأصناف العرقية الأكثر كثافة سكانية هناك.

أما فيما يتعلق بالحياة الفكرية والعلمية داخل حدود المدينة فقد كان لها النصيب الأكبر من اهتمام الحكومة منذ عقود عدة نظرا لرؤيتها المستقبلية الهامة لشباب البلاد عامة ومشهد خاصة. وبالتالي أسس عدد هائل من الجامعات وكليات الدراسات المختلفة تقدم برامج أكاديمية عالية المستوى تلبي احتياجات مجتمع اليوم المعاصر سواء بطابعه العملي أو النظرى منها على حد سواء مما جعل منها وجهة دراسية عالميه بامتياز لجذب طلبتها الوافدين من مختلف أصقاع الدنيا بحثا وإقبالاً على مدارسها الدينية ومؤسسات التعليم العالي الحديثة كذلك.

التعليقات