تعد الجزائر العاصمة عاصمة الدولة الجزائرية رسميًا وأكثر مدنها اكتظاظًا بالسكان، مع تقدير تعداد سكاني يبلغ حوالي 1,977,663 نسمة حسب البيانات الأخيرة. تمتاز هذه المدينة بموقع استراتيجي فهي ميناء البلاد الرئيسي، مما جعل منها مركز النشاط الاقتصادي والتجاري الحيوي. ليس هذا فحسب، ولكن أيضًا تشتهر بتنوع مناظرها الطبيعية الخلابة ومعالمها العمرانية التي تعكس غنى تراثها الثقافي الغني.
تُشهد آثار القدم في تاريخ الجزائر منذ القرون الوسطى، فقد كانت واحدة من أهم الاستيطانات الفينيقية القديمة في شمال إفريقيا. شهدت المدينة نهضة كبيرة في بداية القرن العاشر ميلادياً عندما تحولت لمركز تجاري حيوي عند ساحل البحر الأبيض المتوسط. وفي فترة لاحقة، خلال ست قرون تقريبًا بدءًا من القرن السادس عشر، اشتهرت المنطقة بالأسر الأمازيغي القوي الذي حكم سلاطين الجزائر لمدة ثلاثة قرون تحت سيادة الشكلية للإمبراطورية العثمانية لكن بشخصيتها الإدارية المستقلة نسبيًا. وبعد نضالات طويلة للحصول على الحرية والاستقلال، حققت الجزائر هدفا وطنيا سامياً حين حصلت أخيرا على استقلالها في العام ١٩٦٢ م .
يعكس تصميم وبنية المباني الموجودة بالعاصمة فنّ الهندسة المعمارية الأوروبية بشكل واضح جداً خاصة الفرنسية منها وذلك بسبب تأثر حضرها بالحكم الفرنسي السابق عليها. ومن أشهر الأمثلة على ذلك الكاتدرائية الرئيسية تسمى باللغة العربية "السيدة الافريقية" وهي رمز بارز لتراث المدينة الرومانسي والإسلامي المشترك جنباً الى جنب ودليل حيوي على مرونة المجتمع المحلي وحنكته السياسية عبر سنوات عديدة مضت حتى يومنا الحالي. بالإضافة لذلك يوجد العديد من الآثار والحصون والقلاع والمراكز التجارية والفنادق الراقية المصممة وفق نفس النهج الممتزج بين التقليد والعصرية المعاصرة لإرضاء مختلف طبقات الزوار والسياح الوافدين إليها فضلاً عن المواطنين المقيمين بها الذين يفخرون بتاريخ وطنهم ويتحدونه بكل اعتزاز واحتفاء وسط شوارع المدينة الضيقة والجدران البيضاء الملونة بلمسات زاهية ومبهجة للقلب. إنها دعوة حقيقية لكل محبي المغامرات السياحية للاستمتاع برحلة فريدة من نوعها مليئة بالتجارب الحسية والثراء المعرفي الغني بروافد متنوعة ومتداخلة للحياة الإنسانية وعادات الشعوب المختلفة حول العالم القديم والحديث أيضا!