تعدّ مملكة سبأ إحدى أشهر وأقدم الممالك العربية القديمة التي ازدهرت عبر تاريخ المنطقة. كانت هذه المملكة الواقعة في جنوب شبه الجزيرة العربية تحمل حضارة غنية وتراثاً ثقافياً عريقاً يعود جذوره إلى الألف الثاني قبل الميلاد. تبقى مواقعها الأثرية شاهداً حياً على مجد ماضي وحاضرها الغني بالأساطير والخرائب الفخمة والمعابد الباقية حتى يومنا هذا.
كانت العاصمة الرئيسية للمملكة هي مدينة "عمران" والتي تعتبر اليوم أحد المواقع الأثرية الشهيرة في اليمن الحديث. يصف العديد من المؤرخين العرب القدماء "عمران" بأنها مدينة ذات جمال خاص وجمال طبيعي مميز، مزينة بالأشجار المثمرة والسواقي الجارية. تشتهر عمران خاصة بكنائسها ومعابدها ومعابتها العديدة التي تعكس تنوع الإيديولوجيات الدينية آنذاك.
بالإضافة لعمران، تضم منطقة سبأ عدة مواقع أخرى ذائعة الصيت مثل معبد باران الشهير بموقع بران الواقع بالقرب من زبيد حالياً، والذي يُعتبر رمزاً للحضارة السبئية المبكرة. كما تتمتع مناطق الريدة ووادي دوعن وساحل حضرموت بتراث أثري كبير كونها جزءاً من نطاق سيادة دولة سبأ خلال العصور الهيلنستية الرومانية والإسلام الأولى.
إن البحث العلمي المستمر حول آثار ومواقع سبأ يجسد أهميتها الثقافية والتاريخية كمصدر معرفي مهم لفهم تطور الحضارات الإنسانية واستقرار الدول السياسية والدينية منذ القدم وحتى وقتنا المعاصر. إنها قصة امتدت لأجيال وشاهد حي يحكي قصص مجد وهيبة تلك القوة الخارقة للعادة وسط الصحاري الشاسعة لشبه الجزيرة العربية.