تعد البرازيل واحدة من أكبر الدول في العالم من حيث المساحة والسكان، وهي ثاني أكثر الدول اكتظاظا بالسكان في قارّة أمريكا الجنوبيّة بعد كولومبيا. تمتد هذه الدولة الواسعة عبر مساحات شاسعة تتضمن غابات استوائيّة كثيفة وصحاري قاحلة وجبال شاهقة ومحيطات واسعة مما يجعلها متنوعة بيئيًّا وثقافيًّا بشكل كبير. يعود تاريخها إلى فترة الاستعمار البرتغالي الذي بدأ عام ١٥٠٠ ميلادي واستمر حتى استقلالها في العام ١٨٢٢ م لكن جذور حضارتها تعود لأكثر من خمسين ألف سنة مضت عندما سكن مجموعات من الهنود الحمر ما يعرف اليوم بالبرازيل.
تشتهر البلاد بتنوع ثقافتها نتيجة لاندماج العديد من العرقيات المختلفة بما فيها الأوروبيون والأفارقة والأوراسيون بالإضافة إلى الشعوب الأصلية الأصلية للمنطقة والتي تشكل نحو نصف سكان القارة الأمريكية حاليًا بحسب تقديرات الأمم المتحدة. اللغة الرسمية للدولة هي البرتغالية بينما يتمتع الفولكلور البرازيلي بشعبية عالمية بسبب مزجه بين التأثيرات الأفريقية والإسبانية والإيطالية وغيرها الكثير. يساهم الموسيقى والفن التقليدي وكذلك الرياضة خصوصًا كرة القدم بلعبة "القدم" التي تحولت لعامل مهم لتجمع الناس حول العالم تحت رايتها.
على الصعيد السياسي والاقتصادي؛ تعد جمهورية برازيل فدرالية تتمثل حكومتها المركزية في العاصمة برزليا ومع ذلك فإن معظم الأنشطة الحكومية والمالية تجري في مدينة ساوباولو التجارية العملاقة التي تعتبر القلب النابض للاقتصاد المحلي والدولي أيضًا نظرًا لحجم وشهرة مركزها المالى العالمي المعروف باسم "بولسا دي ساو باولو". يعد اقتصاد البلد أحد أهم عشرة اقتصاديات وطنية وأسرع نموا بها وذلك بفضل موارده الطبيعية الوفيرة مثل النفط والمعادن الثمينة فضلاً عن زراعة المواد الغذائية الضرورية كالقمح وفول الصويا ودراق التوت البرازيلي الشهير والذي شكل مصدر دخل أساسي خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد تطوير تكنولوجيات تسويقه والترويج له دولياً.
ومن الناحية الاجتماعية، تحتفل المجتمع البرازيلى بإحتفالاته المتنوعة والتي تعكس تنوع عاداته السكانية وتاريخه الطويل كموقع مقدس لكل من الثقافات القديمة والحياة الحديثة معًا. ولعل أشهر الاحتفالات تلك المرتبطة بكأس العالم لكرة القديم وكرنفال ريو دى جانيريو السنوي الأكثر شهرة فى العالم حيث يجتمع فيه ملايين الزوار والاستمتاع بالألوان والعروض الغنية للموسيقى والرقص ومايتبعهما من مهرجانات طوال أيام السنة تقريبًا! أما بالنسبة لموقع الدولة فهو استراتيجي للغاية نظراً لقربها الشاطئ الكبير للسواحل المطلة علي مجرى نهريالأمازون والبرازيل الكبيران ، الأمر الذى جعل لها دور محوري فى التجارة الدولية لنقل المنتوجات الأولية والمنتجة إليه ومنه . وفي الختام يمكن اعتبار رحلتها التاريخية والجغرافية مرآة لما آلت عليه حالها الآن كونها إحدى أقوى الدول تأثيرا وعلاقات اقليميه وداخليه واقتصاده الديناميكي المستدام .