تقع جمهورية جزر القمر الاستوائية الواقعة في المحيط الهندي بين مدغشقر وعمود طارق والتي تتكون من ثلاث جزر رئيسية هي غراند كومور، موهيلي وليزيرس، تحتضن العاصمة الجميلة والمفعمة بالحيوية والمعروفة باسم موروني. هذه المدينة ذات التراث الغني والثقافات المتنوعة تعد القلب النابض لهذه الأرخبيل البحري الرائع.
تأسست موروني عام 1948 عندما اختارتها السلطات الفرنسية كعاصمة للأراضي الواقعة تحت حكمها حينذاك. منذ ذلك الحين، تطورت لتتحول إلى مدينة حديثة ومتعددة الثقافات تجمع بين الروح الأفريقية الشرقية والعناصر الأوروبية التي تركتها فترة الاحتلال الفرنسي الطويلة. يعد موقعها الجغرافي الفريد أحد عوامل جاذبيتها الرئيسية؛ فهي محاطة بمياه الفيروز الصافية لجزر القمر وتوفر إطلالات خلابة على سلسلة جبل مرونزي الشهيرة وأفق البحر الهادر عبر الخليج العربي.
تشتهر موروني بتعدد مظاهر الحياة فيها؛ فبينما تستقبل مبانيها العالية ذوات الزجاج الشفاف الضوء بشكل متلألئ خلال النهار، تحولت المدينة ليلاً إلى فسيفساء مضاءة ملونة تعكس زخرفة تاريخ البلاد القديم والحاضر المشرق. يمثل المسجد الكبير الواقع وسط البلدة القديمة مثالاً بارزاً على الفن الإسلامي التقليدي بينما تشهد المباني الحديثة مثل قصر الرئاسة والتلفزيون الوطني على الاندماج الناجح للمتأثر بالممارسات المحلية مع التأثيرات العالمية الأخرى.
بالإضافة لطبيعتها السياحية البحتة، تتمتع موروني باقتصاد ديناميكي يدعمه قطاع الخدمات ومنطقة التجارة الحرة الخاصة بها مما جعل منها وجهة استثمار جذابة ليس فقط للشركات الإقليمية بل أيضاً الدولية. كما أنها مركز للثقافة والإبداع مع مهرجانات سنوية تجذب عشاق الموسيقى والأدب حول العالم بالإضافة لعرض تقنيات ومأكولات شعب جزر القمر الأصلية.
وبالإجمال فإن موروني ليست مجرد مكان لإقامة الحكومة وليس رمزا للهوية الوطنية فقط وإن كانت كذلك بالفعل ولكن أيضا بوابة نحو اكتشاف جوهر تراث وثراء منطقة كاملة قد ظلت مخفية لفترة طويلة نسبياً أمام عين العامة للعالم الخارجي.